كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: ماذا لو كانت الإنتخابات حصلت على اساس النظام الاكثري؟ وهل كان الفارق بالنتائج ليكون كبيراً بين انتخابات جرت على اساس النظام الحالي والنظام الاكثري؟ المؤكد وفق الخبير في الشؤون الانتخابية كمال فغالي ان النتائج حكماً كانت ستكون مغايرة. تميل لصالح قوى الثامن من آذار فيما قوى التغيير لم تكن لتفوز بأي مقعد من مقاعدها الحالية، كما ان نتائج «التيار الوطني الحر» كانت ستكون سلبية بالمطلق مقابل «القوات اللبنانية» في المناطق المسيحية.يأتي في اسباب إعتراض بعض القوى على النظام الحالي انه يتسبب بخلل واضح في النتائج، بحيث ينجح المرشح بأقل من مئة صوت في دائرة معينة، بينما يفشل مرشح آخر حتى لو نال آلاف الاصوات في دائرته. وهذه مشكلة يمكن ان تتكرر مع اي قانون انتخابي لإرتباطها بتوزيع المقاعد على الطوائف وفقاً لاحجام كل طائفة. ويأتي في المآخذ ايضاً عدم وجود خيار شطب أسماء المرشحين على اللائحة، وتفقد الدائرة الصغرى تمثيلها بالشكل الصحيح، نائب نال سبعين صوتاً يصبح ممثلاً للدائرة اكثر من نائب نال اكثر من 5000 صوت، والسبب مرتبط بطبيعة النظام النسبي حيث اللائحة هي التي تربح وليس الشخص. في ما يتعلق بالصوت التفضيلي، يقول فغالي: «عادة، لا وجود لخيار الصوت التفضيلي في كثير من الدول مع انه خيار ديمقراطي، بسببه يضطر الناخب للوقوف على رغبات الناخبين ومراعاة احتياجاتهم اكثر من مسايرة رئيس اللائحة التي يترشح في عدادها».بفضل القانون الحالي فان الاحزاب لا يمكنها ان تدعم بعضها في الدائرة ذاتها وخارجها. مثلاً كان من المستحيل للناخب القومي ان يعطي صوته التفضيلي لمرشح حزبه في حاصبيا، وكذلك الامر في بيروت والدوائر الاخرى.يرى الخبير فغالي وجود حاجة لاعادة النظر بالصيغة الانتخابية الحالية من خلال مجموعة خطوات تختصر بتكبير بعض الدوائر الانتخابية، بينما لا يكون الصوت التفضيلي محصوراً بالقضاء طالما ان التصويت يكون للائحة عموماً. في دراسة انجزها عن اختلاف نتائج الانتخابات لو كانت اجريت على اساس النظام الاكثري، تبيّن لديه امكانية تغيير ما يقارب 21 مقعداً، ولو ان القانون الحالي يبقى الافضل بغض النظر عن النتائج لانها تتغير. جازماً ان نتائج قوى التغيير كانت ستختلف كلياً لأن النظام الاكثري لن يخولها الفوز، خاصة وان جميعها فازت بأصوات قليلة حققتها اللائحة وليس بجهد شخصي.
One man one vote يعزز برأيه حظوظ فوز اي لائحة بأكثر من مقعد والنسبية يجب تحسينها او اعتماد صيغ مختلفة عن النظام الاكثري. يخلص فغالي الى استنتاج مفاده ان الافضل تحسين الصيغة المعتمدة حالياً من اعتماد نظام اكثري. يقدم فغالي مثلاً حول اختلاف النظام الاكثري لو اعتمد على نتائج «القوات» و»التيار الوطني الحر». أمَّن مثل هذا النظام اكتساح العونيين قبل دورتين انتخابيتين فيما اعتماده اليوم لن يحقق لهم فوزاً بعدد المقاعد ذاته الذي فازوا به، مثل «القوات اللبنانية» في بعلبك الهرمل حيث كان مستحيلاً فوزها بمقعد نيابي وكذلك قوى التغيير في الجنوب الثالثة.