فيروس التهاب الكبد ليس جديداً، فقد ظهر منذ شهرين تقريباً وتفشّى في دول عدة وأصاب الكثيرين، فيما لا تزال المعلومات حوله غير واضحة تماماً والدراسات مستمرة لمعرفة أسباب الاصابة به.
وفي لبنان، أبلغ عن عدد من حالات التهاب الكبد الفيروسي A في قضاء طرابلس، بلغ 49 حالة. وأعلنت وزارة الصحة العامة أنّها تقوم بتقصي هذه الحالات الموزعة بين القبة/ ضهر المغر خاصة، وغيرها من الأحياء (التبانة، الميناء، البداوي، باب الرمل)، وتواصلت مع عدد منها لمعرفة الخصائص المرضية والوبائية ومحاولة تحديد كيفية التعرض.
وأشارت في بيان صادر عن مكتبها الاعلامي إلى أنها باشرت عبر فرقها في قضاء طرابلس، ومصلحة الصحة في الشمال وفرق الترصد الوبائي ومديرية الوقاية الصحية في وزارة الصحة، بإعطاء الأولوية لفحص مياه الشرب. وقامت بالتنسيق مع مصلحة مياه الشمال بجمع عينات المياه وفحصها في أسرع وقت ممكن.
وحضت وزارة الصحة المواطنين على مراعاة شروط النظافة الشخصية في المنزل، من ناحية غسل اليدين جيداً بعد استخدام المرحاض، وقبل تحضير الطعام أو تناوله باليدين، بحيث يمكن انتقال الفيروس فموياً، عندما تكون الأيدي ملوثة ببراز يحمل الفيروس، موضحة أن التهاب الكبد الفيروسي الألفي ينتج من فيروس ينتقل الى الإنسان عبر تناول الأطعمة الملوثة وغير المطهوة جيداً، أو شرب المياه أو المشروبات الملوثة. وتمتد فترة الحضانة من 15 الى 50 يوماً.
وبعد ورود أخبار عن انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي A في منطقة القبة – حي ضهر المغر، قامت فرق مؤسسة مياه لبنان الشمالي صباح أول من أمس الأحد بالكشف على المنطقة وأخذ عينات من المياه في عدة أماكن وفحصها في مختبر المؤسسة المركزي، وتبين نتيجة الفحص أن مياه المؤسسة خالية من أي ملوثات جرثومية، كما أنها نظيفة وصالحة للشرب والاستعمال المنزلي، بحسب ما أكدت المؤسسة في بيان وجهته إلى المشتركين بالمياه في طرابلس وجوارها.
وقبل شهر، أعلنت منظمة الصحة العالمية تلقي عشرات البلاغات عن إصابات أطفال بالتهاب الكبد الحاد، مقدرة عددها بنحو 230 في 20 دولة، غالبيتها في أوروبا. فيما سُجلت أولى الحالات في بريطانيا، حيث أصيب 114 طفلاً. والأطفال دون سن العاشرة هم الأكثر عرضةً للإصابة بهذا الفيروس، وحتى الآن ارتبطت الاصابات بعوامل عدة من دون أن يتضح السبب الرئيس لهذا المرض.
وهناك أكثر من 50 حالة أخرى لا تزال قيد التحقيق، والبلاغات عن هذه الحالات وردت من أربعة من المكاتب الإقليمية الستة لمنظمة الصحة العالمية، بحسب ما أوضح الناطق باسم المنظمة طارق ياساريفيتش.
ولا يزال التنبؤ بالأسباب جارياً، فقد حذّر خبراء الصحة في بريطانيا من أنّ العيش مع كلب داخل المنزل أو تناول عقار “باراسيتامول” قد يؤدي إلى حالات إلتهاب الكبد لدى الأطفال خصوصاً. فمن 92 دولة هناك 64 إصابة لأطفال يعيشون مع كلاب أو تعرضوا لها، وفقاً لبيانات وكالة الأمن الصحي في بريطانيا.
من جهة أخرى، أبلغ عن إصابات بإلتهاب الكبد منذ مدة سببها الفراولة العضوية، فقد أعلنت كل من هيئة الغذاء والدواء الأميركية، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ووكالة الصحة العامة الكندية، والوكالة الكندية لفحص الأغذية، أنها تحقق في ارتباط الفراولة العضوية الطازجة بالتفشي الأخير لالتهاب الكبد الوبائي A بحيث أنّ 12 حالة في المستشفى، أبلغت جميعها عن تناولها هذه الفراولة.
أما السلطات الصحية الأميركية فرجحت الأسبوع الفائت بناء على تحاليل للاصابات المسجلة أن يكون فيروس غدّي وراء هذه الحالات الغامضة، لكنها مع ذلك لم تجزم بأنه السبب المؤكد. وعادة ما تتسبب الفيروسات الغدّية بأعراض تنفسية أو التهاب أو اضطرابات في الجهاز الهضمي. وتنتقل عدوى الفيروسات الغدّية عن طريق الفم أو الجهاز التنفسي، وتحصل الذروات الوبائية عادة في الشتاء والربيع، وغالباً في بيئات جماعية، وتصاب بها غالبية البشر قبل بلوغها الخامسة من العمر.
وبالنسبة الى أعراض هذا الفيروس فهي الإسهال والتقيؤ وآلام البطن والحمى والشعور بالتعب والغثيان وإصفرار البشرة (الصفيرة). واستلزم عدد من الحالات إجراء زراعة للكبد، وتوفي على الأقل واحد من الأطفال الذين أصيبوا به. وفي حالات نادرة، يمكن أن يؤدي المرض إلى الوفاة، على الرغم من أن معظم المصابين بالعدوى يتعافى تماماً في غضون أسابيع قليلة.