على وقع اشتداد المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية شرقي أوكرانيا لاسيما في سيفيرودونيتسك، أكدت القوات الأوكرانية اليوم الخميس أنها تقدمت خلال القتال الشرس المندلع في شوارع المدينة الشرقية لكنها أشارت إلى أن الأمل الوحيد، لترجيح كفتها في الحرب، هو الحصول على المزيد من المدفعية لتعادل القوة الضخمة للنيران الروسية.
وفي تحديث نادر للموقف في سيفيرودونيتسك، قال قائد كتيبة سفوبودا الأوكرانية للحرس الوطني بيترو كوسيك، في مقابلة تلفزيونية اليوم الخميس، إن “الأوكرانيين يستدرجون الروس لقتال شوارع لتحييد الميزة النسبية للمدفعية الروسية”.
وأشار إلى أنهم شنوا أمس هجوماً مضاداً في بعض المناطق ما دفع الروس إلى التراجع قليلاً. وتابع قائلاً “تكبد المحتلون أمس خسائر فادحة، فلو حصل كل يوم ما حصل أمس ستنتهي المعركة سريعاً”، وفق ما نقلت “رويترز”.
وأكد في الوقت عينه أن قواته تعاني من نقص “كارثي” في بطاريات مضادة للمدفعية لاستهداف الأسلحة الروسية. وتابع قائلاً إن الحصول على مثل هذه الأسلحة سيغير المشهد في أرض المعركة، ويسمح للأوكرانيين بصد المدفعية الروسية.
لكنه شدد رغم ذلك على أنهم صامدون، قائلاً “حتى دون تلك الأنظمة نحن صامدون جيداً، فهناك أمر ببقائنا في مواقعنا ونحن نتحصن فيها”.
وتعد مدينتا سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك المقابلة لها على الضفة الغربية لنهر سيفيرسكي دونيتس، آخر أجزاء تسيطر عليها أوكرانيا من إقليم لوغانسك، فإذا سقطتا، تمكنت روسيا من السيطرة على المنطقة برمتها.
أما جنوباً، فأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها تمكنت من استعادة السيطرة على أراض جديدة في هجوم مضاد بمنطقة خيرسون، مستهدفة أكبر مساحة سيطرت عليها روسيا منذ انطلاق العملية العسكرية في 24 شباط.
لكنها لم تذكر أي تفاصيل، مكتفية بالقول إن القوات الروسية “تكبدت خسائر في الأفراد والعتاد ولغمت مناطق لدى تقهقرها ونصبت حواجز”.
وكانت القوات الأوكرانية أعلنت الأسبوع الماضي شن هجوم مضاد في خيرسون، وذكرت أنها استعادت السيطرة على أراض على الضفة الجنوبية لنهر إنهوليتس الذي يشكل حدا فاصلا في المنطقة.
ويشار إلى أنه خلال الأسابيع الماضية، تركزت المعارك واشتدت في سيفيرودونيتسك التي تعتبر مدينة مفتاحية في إقليم دونباس، إذ سيمهد سقوطها الطريق للسيطرة الروسية على منطقة دونيتسك برمتها.
وتهدف روسيا إلى السيطرة على كامل حوض دونباس (يضم لوغانسك ودونيتسك)، بعدما سيطر عليه الانفصاليون الموالون لموسكو جزئيا العام 2014، بهدف فتح ممر بري يصل الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها بنفس العام.