يتمركز موقع البقاع اللبناني على منطقة سهلية بين منطقتين جبليتين، اشتهر بغناه ووفرة محاصيله الزراعية لامتداد أراضيه وغزارة مياه نهر الليطاني التي ترويها. ويتميز القطاع السياحي في البقاع، بعوامل مهمة نادراً ما تكتسبها مناطق أخرى في لبنان، وهي تشكل حوافز مهمة من شأنها جذب السياح والمصطافين. في المقابل، تفتقر المنطقة الى أي دعم من وزارة السياحة أو تشجيع على زيارتها.
وأطلق وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار من مطار رفيق الحريري الدولي امس، حملة سياحية إعلانية بعنوان “مشتاق للبنان طل هالصيفية” مع استبدال الصور والشعارات الحزبية بصور عن جمال لبنان. وأشار إلى أن “لبنان لديه جميع المقومات السياحية وهو بلد مضياف”، متوجهاً الى المغتربين بالقول: “ما تحكوا سياسة احكوا سياحة، ولبنان بحاجة اليوم اليكم”. وطلب “كمواطن وليس كوزير من جميع المغتربين القدوم الى لبنان خلال فصل الصيف، ومن الصحافة المكتوبة والمسموعة بثّ الايجابية وشعارنا الذي أطلقناه هو (أهلا بهالطلّة)”.
بالعودة إلى السياحة البقاعية، قال وسام الجراح، أحد المسؤولين في مطعم “آمالين” في تعنايل – البقاع الأوسط لموقع “لبنان الكبير”: “هناك إهمال عموماً من الناحية السياحية لمنطقة البقاع، وغياب لأي دعم أو تنسيق من وزارة السياحة. ونحن كمطعم أمالين عملنا كثيراً من أجل التسويق والدعاية حتى وضعنا أنفسنا على الخارطة السياحية، بحيث قمنا بحملة إعلانية كبيرة بدءاً من الطائرة والمطار، ووصلنا إلى كل مناطق لبنان من شماله إلى جنوبه، وحتى أننا نطمح الى فتح فرع ثان خارج منطقة البقاع، وقد أصبح لدينا فرع جديد في السعودية، وكل هذا بجهودنا ولم نحظ بأي دعم من وزارة السياحة، إضافة إلى أننا جزء من نقابة المطاعم والملاهي في لبنان التي يرأسها الأستاذ طوني الرامي الذي نوجه اليه تحية كبيرة، وهو شخص نشيط جداً ومحب لعمله، ولديه علاقة قوية مع وزارة السياحة وحريص جداً على ازدهار الموسم السياحي في لبنان”.
ورأى أن “التحدي الأهم للقطاع السياحي هو التسعير، وخاصة بالنسبة الى منطقة البقاع، لأن هذا القطاع فيها لم يرفع الأسعار كما المناطق أو القطاعات الأخرى، أي الأسعار غير متوازية. من ناحية ثانية، هناك نقطة إيجابية حصلت وهي تزفيت طريق ضهر البيدر لأنه أساس ومهم بالنسبة الينا، فأي مشكلة تحصل عليه وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع تتسبب لنا بخسارة كبيرة. وفي فصل الشتاء نعاني بسبب قطع الطريق بالثلوج من دون أي حلول جذرية، ونتمنى أن يتم البحث في هذا الأمر لأنه شريان الحياة بالنسبة الى البقاع وطريق دولي”.
وعن الصعوبات التي يواجهونها، أشار الى أن “ارتفاع سعر البنزين أثّر على السياحة في البقاع بصورة كبيرة، فالزبائن خارج المنطقة أصبحت مشكلتهم أنهم سيدفعون بنزيناً أكثر من تكلفة الطاولة، ونحن من هذه الناحية راعينا كثيراً في الأسعار، على سبيل المثال صحن الحُمص اذا كان ثمنه عندنا ٥٠ ألف ليرة، ففي مطاعم بيروت الفاخرة حوالي ١٥٠ ألفاً، أي أكثر بثلاثة أضعاف. كما أن أي حدث يحصل في بعلبك وتحديداً المنطقة التي يسمع الجميع بالمشكلات والاشتباكات التي تحصل فيها بين فترة وأخرى، يؤثر بشكل كبير علينا لأن الناس تعتقد أنها قريبة منّا، ولكن كمطعم آمالين والكاسكادا مول وما يضم من سلسلة مطاعم فاخرة، وخيارات متعددة ممتازة للأطفال وألعاب مائية وغيرها، نقع جغرافياً في وسط البقاع وتبعُد عنا بعلبك تقريباً كبعدنا عن بيروت ولا داعي للخوف أبداً”.
واقترح الجراح “أن تقوم وزارة السياحة بحملات على السوشيل ميديا مثلاً تخص فيها كل مناطق لبنان ومن ضمنها البقاع وتسلط الضوء على المواقع السياحية والمطاعم التي يمكن أن يقصدها السيّاح”.
اما دوري صالح صاحب مطعم “قدموس” وصالات “أجينور” و”كليوباترا” في “الكسكادا مول” فناشد الوزير نصار “إيلاء قطاع السياحة في البقاع الاهتمام المطلوب، وتسليط الضوء على منطقة البقاع المؤهلة لاستقبال السائح لأنها تحتوي على مرافق سياحية منافسة على مستوى لبنان”، داعياً اياه الى “الأخذ في الاعتبار أن منطقة البقاع جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، ومن غير المسموح أن تُصبغ بألوان المشكلات والسلب والسلاح التي تحصل في جميع مناطق لبنان، ولكن الاعلام السلبي يعمل على تبهيرها وبالتالي تحرم المنطقة من الكلام عن ايجابياتها، ويحرم السائح من زيارتها، والضحية أصحاب المطاعم المميزة”.
وأكد أن “هذه المعاناة واجهناها مع وزراء السياحية السابقين أيضاً”، معرباً عن أسفه لأن “البقاع لا يُعطى حقه في الموسم السياحي”. وتمنى “لو أننا نستطيع إقامة مهرجانات مدعومة من وزارة السياحة، اذ نملك قلاعاً في بعلبك وعنجر، ولدينا مناطق سياحية عدّة، إضافة إلى مرابط الخيل، والمسابح الجميلة، كما أن الكسكادا مول يعتبر أكبر سوق تجارية في لبنان”.
وأوضح أن المول يتمتع بميزتين (داخلي/خارجي) ويضم مطعم “قدموس”، وصالة “أجينور” للمناسبات المغلقة، وصالة “كليوباترا” للمناسبات المفتوحة، إضافة إلى العديد من المطاعم العريقة والمعروفة على صعيد لبنان كمطعم “آمالين”. ويحتوي على دور سينما تضم ١١ صالة و١٨٠٠ كرسي، وناد رياضي حديث، والـ Mega playلألعاب الأطفال، إضافة إلى الألعاب المائية MAMBO، والمسرح الخارجي الذي يضم ٢٤٠٠ كرسي، لافتاً الى “أننا حاولنا سابقاً إنعاش السياحة الداخلية في البقاع، ونظمنا مهرجاناً كبيراً استضاف وائل كفوري ومعين شريف وميادة الحناوي، وغيرهم”.
دانا المسؤولة عن مطعم “الشمس” وفندق “ليالي الشمس” في منطقة عنجر، أكدت “أننا نشهد في كل موسم حركة سياحية قوية في المطعم والفندق، لأن هذه المنطقة تحديداً تتمتع بمناطق أثرية مثل قلعة عنجر، ووجود نشاطات كثيرة مثل الـ Biking، الـ Hiking، والـATV، وهذه أمور تجذب السياح خصوصاً أن موقع المطعم الموصوف باللقمه الطيبة والفندق في المنطقة نفسها مما يُسهل عليهم تنقلاتهم”.
وأشارت الى أن “وزارة السياحة حريصة دائماً على دعم القطاع من دون استثناء أو تمييز مناطق عن أخرى، ولكن لا بد من أن تكون لنا تمنيات بلفت النظر إلى منطقة البقاع ومطاعمها المميزة لتكون مقصداً للسياح، ويهمنا دعمها بشكل كبير ولو كان المطعم معروفاً ومنافساً على صعيد لبنان كمطعم الشمس”.