لم يرد الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين على العرض اللبناني الذي تلقاه خلال زيارته الى لبنان ولقائه المسؤولين اللبنانيين، والذي نص وفق التسريبات على ان يحصل لبنان على الخط ٢٣ اضافة الى حقل قانا كاملا، وذلك بالرغم من مرور اكثر من ١٠ ايام على مغادرته بيروت مع وعد بأن يبلغ الجانب اللبناني ردا واضحا خلال فترة وجيزة.
عدم رد هوكشتاين يترافق مع تسريبات بأن الرجل لن يرد ابدا في ظل التبدلات الحاصلة في الاقليم والعالم وانشغاله بملف اسعار النفط العالمية، وفي ظل الايحاءات الاسرائيلية بعدم الرغبة بالقيام بأي تنازل جدي او شكلي في عملية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، كان ذلك قبل اعلان تل ابيب عن انتخابات نيابية مبكرة.شكل التأخير الذي قام به هوكشتاين فرصة لتكوين مخرج للسلطة في لبنان وتحديدا لعهد الرئيس ميشال عون للنزول عن شجرة التصعيد التي صعد اليها، خصوصا في ظل ظهور ملفات كثيرة في الساحة الداخلية يمكن تسليط الضوء عليها مثل تشكيل حكومة جديدة والانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن تصريح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل صباح امس اوحى بغير ذلك.
اعاد باسيل طرح المعادلات التي كان كل من رئيس الجمهورية ميشال عون والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله قد طرحاها، فالاول اوحى بإمكانية توقيع مشروع تثبيت حدود لبنان بالحرية بالخط ٢٩ والثاني هدد بعمل عسكري لمنع استمرار اسرائيل من استخراج الغاز من كاريش.لوح باسيل بالتصعيد ما دامت الباخرة الاسرائيلية تستخرج الغاز من جنوب الخط ٢٩، معتبرا ان استقالة الحكومة الاسرائيلية ليس مبررا لعدم الرد الاسرائيلي على المقترحات اللبنانية، ولعل خروج هكذا تصريح عن باسيل ،اكثر المقربين من العهد واحد ابرز من ينسق معهم حزب الله في هذا الملف، له دلالات كبرى.يعطي باسيل من خلال تصريحه اشارات واضحة بأن المعنيين بملف المفاوضات ذاهبون الى التصعيد في حال استمر الواقع التفاوضي على حاله، ما يعني بأن التهديدات التي اطلقت قبل اسابيع لم تكن للاستهلاك الداخلي او مادة للمناورة السياسية التفاوضية بل ورقة جدية..
في الايام الماضية زاد الاحتكاك بين حزب الله وجيش الاحتلال عند الحدود الجنوبية، حتى ان الاحتكاكات باتت مادة للاعلام الاسرائيلي، ويترافق ذلك مع تسريب الاعلام نفسه للقاء الكتروني حصل بين هوكشتاين ومسؤولين اسرائيليين لمناقشة الاقتراح اللبناني، فهل بات ملف الترسيم امام مفترق طرق حقيقي؟