عقد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب والامين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط مؤتمراً صحافياً مشتركاً، تحدثا فيه عن المناقشات التي تمت خلال اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد في فندق الحبتور في سن الفيل قبل ظهر اليوم السبت.
وقال أبو الغيط، إن “الاجتماع التشاوري هو اجتماع يعقد اثناء رئاسة الدولة وبين الاجتماعات الرسمية لمجلس الجامعة الذي يجتمع مرة في بداية شهر آذار ومرة أخرى في بداية شهر ايلول، بين هذين الاجتماعين اتفق الوزراء العرب على ان يكون لهم اجتماع تشاوري من دون إعلام ومن دون اسماء دول ومن دون اي رسميات ويتبادلون النقاش في اي موضوع، وبالتالي لا يصدر عنه وثائق او قرارات مكتوبة. من هنا على الجميع ان يعي ان لا قرارات لمثل هذا النوع من الاجتماعات، ولكن هناك نقاش ونقاش اكثر انفتاحا وتعمقا من النقاشات المكتوبة على الورق، ويتم القاؤها امام الكاميرا”.
تابع، “في هذا السياق، هناك عدة محاور تم تداولها، على سبيل المثال تم التداول في القمة القادمة والتحضيرات لها وسياقها بشكل عام وموعدها ومن سيشارك فيها.
هنا سيتم سؤالي هل نوقش الموضوع السوري؟ نعم نوقش، وهل اتخذ قرار ؟ والجواب، لا توجد قرارات، هي نقاشات لفتح القضايا لتبادل الآراء توطئة لنقلها الى المسرح الخاص بالقرارات نفسها. موضوع الحرب الاوكرانية وتأثيرها المدمر على الكثير من الدول العربية سواء في مسألة الغذاء او مسألة الطاقة”.
اضاف ابو الغيط، “الصومال يقترب من مجاعة مخيفة، نتيجة للقحط وقلة الامطار. احتمالان يتعرض الملايين من اهل الصومال للخطر ما يعني ان من لن يستطيع ان يأكل سوف يبحث عمن يعطيه الغذاء وربما يتجه افراد من الشعب او من القبائل الى ممارسات واعمال لا ينبغي ان تكون. بصفة عامة يمكن ان تهتز الأمور في منطقة القرن وكذلك في البحر الاحمر ومنطقة شرق افريقيا بكاملها واليمن والجزيرة العربية نتيجة هجرة الملايين الذين لا يجدون الغذاء. هذا الامر تم بحثه ولدينا بعض الافكار الاساسية وكيف ننطلق لمساعدة الشعب الصومالي”.
وتابع، “القضية الفلسطينية اين هي في هذا الخضم من التحركات الاسرائيلية والاميركية والتحولات التي تحدث. هل هناك مقاربة جديدة وهل نستطيع كدول عربية ان نقترب من القضية الفلسطينية بأسلوب جديد؟ وكيف نتفاعل مع كل هذه الاوضاع؟.
قد يسألني احدكم على ماذا اتفقتم اذا؟؟؟ لا استطيع ان اقول على ماذا اتفقنا لان النقاشات غير معلنة والا أكون وكأني أقدم للطرف المعادي الحلول التي نسعى فيها ربما لانقاذ الوضع.
بصفة عامة كان اجتماعا جيدا والحضور في هذا التوقيت تحديدا الى لبنان في ظل ظروفه الاقتصادية البالغة الصعوبة وجميعنا يستشعرها، انا اتيت الى لبنان مرات كثيرة ولم أر مثل هذا الوضع الاقتصادي البالغ الصعوبة، كذلك الوضع السياسي اللبناني، لكن هي رسالة من الدول العربية وليس من الجامعة العربية اننا ندعم البحث عن تسويات وندعم تحقيق الاستقرار ونساندكم في اوضاعكم ومفاوضاتكم مع البنك الدولي وكل مساعيكم. بصفة عامة الاجتماع كان مفيدا للغاية على كل المستويات”.
وردا على سؤال عن كيفية دعم لبنان أشار ابو الغيط الى ان “الدعم هو معنوي، لان الجامعة العربية لا تستطيع أن تقدم الغاز او الكهرباء، لكنها تستطيع ان تحث الناس على التحرك، فهي عملية معنوية لاعلام الانسانية بأن هناك مشكلة ويجب ان تسعوا لحلها”.
وعن الاستثمار في السودان كخطة بديلة في موضوع سلامة الغذاء قال ابو الغيط، في الاجتماع التشاوري الثاني الذي عقد في الكويت، قال وزير خارجية الكويت، وقبل الازمة الاوكرانية، ان هناك مشكلة عند الدول العربية، فهناك دول ليس لديها مياه كافية وجميع انهرها مزودة بالمياه من خارج الحدود العربية، وبالتالي نحن نرغب في ان تعد الجامعة العربية دراسة لكيفية استخدام الموارد العربية، المياه، الارض، الاموال العربية والعمالة العربية في تأمين اكبر قدر من الغذاء للعالم العربي، كي لا يكون محتاجا. وعندما كلفت الأمانة العامة بهذا الامر طلبنا من المنظومة العربية، وهي منظومة واسعة جدا والانسان العادي لا يعرف ذلك، فالجامعة العربية لديها وكالة للتنمية الزراعية ووكالة للتنمية الغذائية واقسام وادارات للبحث في مسائل المياه وفي الاراضي القاحلة، فكان الجواب ان لدينا الكثير من الدراسات في هذه المسألة واعددناها على مدى طويل جدا. لذلك ننوي ان نقدم تقريرا كاملا متكاملا الى الاجتماع الوزاري القادم الذي سيعقد في القاهرة في ايلول المقبل توطئة للحصول على تصديق من المجلس الوزاري العربي والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ووزراء التجارة والاقتصاد وغيرهم، لكي نعرضها على القمة القادمة. فهذا شق من العمل، والشق الآخر عليكم ان تصبروا لكي نأتيكم بإجابات تفيد ولا تدفع بالانسان بمجرد التعبير عن غضبه، فهناك امور نعمل عليها”.
وتابع، “السودان ارض مطروحة منذ سنوات، وعندما يصلنا تقرير كامل من الدولة السودانية عن المتاح، تستطيع الدول العربية والجامعة العربية دراسة هذا الامر، ومن لديه رغبة في الاستثمار والاستفادة من هذا المتاح سوف يتحرك”.
وعن موقف الدول العربية من عودة النازحين السوريين اجاب ابو الغيط، “كي اكون في غاية الصراحة وربما في غاية القسوة، الجميع يؤيد لبنان في ان تنتهي مسألة ضغط اللاجئين السوريين على ارضه، وانا شخصيا ومنذ عدة سنوات، شاهدت في لبنان مدارس تحت ضغط هائل نتيجة وجود ابناء اللاجئين فيها، والدولة اللبنانية وبدعم من العالم الخارجي تقدم الرعاية لكل هؤلاء الاولاد، الرعاية في التعليم، والرعاية الاجتماعية والمادية، وهذا مؤكد، انما من ناحية اخرى عندما تتخذ قرارات في الجامعة العربية وللموافقة على عودة اللاجئين الى أراضيهم، دائما ستضاف الظروف التي تسمح بتنفيذ ذلك، فالوضع السوري كما نشهده هو نتيجة حرب اهلية حيث كانت هناك حرب اهلية ودمار هائل، والجميع يتحدث عن ما لا يقل عن 500 مليار دولار مطلوبة لإعادة تأهيل البنى التحتية السورية كي يستطيع الشعب ان يتمتع بها، وبالتالي فهي قضايا متشابكة جدا ولا تحل بقرار فقط. فالنية موجودة والقرار موجود ولكن ارادة المجتمع الدولي في انهاء هذه الحرب ما زالت ضاغطة على الوضع اللبناني والوضع السوري والاردني والمصري، وفي كل المنطقة هناك ضغوط”.
وعن سلاح حزب الله قال ابو الغيط، “لا اريد التكلم عن هذا الموضوع، وانا أمين عام الجامعة العربية لا اتدخل في الشأن السوري اللبناني الداخلي”.
وعن موضوع ترسيم الحدود قال، “نقف مع الدولة اللبنانية بالكامل والجامعة العربية لها مواقف واضحة جدا، فالدعم المعنوي والقانوني متاح تماما للدولة اللبنانية”.
وردا على سؤال عن وضع سوريا في الجامعة العربية اجاب ابو الغيط: “الامر مطروح للنقاش وسوف يطرح للمزيد من النقاش، لان هناك آراء تتحدث عن اطار شامل للاقتراب من الوضع السوري”.
وعن تليين العلاقات اللبنانية العربية، “لبنان راض تماما وانا استمعت للرئيس عون ولوزير الخارجية ولرئيس الحكومة ولرئيس مجلس النواب والجميع يقولون ان المصالحة في طريقها وان هناك رضى خليجيا لبنانيا عن العلاقة حاليا، ولا تنسوا ان هناك وزيرين خليجيين شاركا في الاجتماع واربعة مندوبين ايضا، ما يعني ان هذا يعكس رغبة لدى الدول التي كانت قد استثيرت الى رأب الصدع واقامة علاقة طيبة”.
وعما اذا كان هناك قرار عربي ينصف القضية الفلسطينية ويعيد اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم قال ابو الغيط، “في الواقع هذا السؤال غير مطروح في هذه اللحظة، ولكن فلنتناول الامر بقدر من الحكمة والهدوء، فمنطقة النهر والبحر فيها عنصران، عنصر يهودي اسرائيلي والعنصر الفلسطيني، واستطيع ان اؤكد في هذه اللحظة ان الفلسطينيين يزداد عددهم عن الإسرائيليين في هذه المنطقة وفي عام 2030 سوف يزدادون اكثر، وهكذا فان العنصر الديمغرافي والزمن كفيلان بتحقيق الاماني الفلسطينية في الدولة، وليس لدي خشية على الفلسطينيين، وهناك دعم من الجامعة العربية وتأكيد دائما على صمود الشعب الفلسطيني وعلى مساعدته بكل ما هو متاح، وما يقلق الإنسان على سبيل المثال هي المشاكل التي تواجه وكالة غوث اللاجئين، لانها تنفق الكثير من الاموال على مئات الآلاف من الاطفال والطلاب الفلسطينيين وعلى الشعب الفلسطيني في المستشفيات، وهؤلاء محتاجون لهذا الدعم وللاسف رئيس الوكالة يتحدث عن عجز دائم لا يقل عن 300 مليون دولار سنويا وهذه هي نقطة الخطورة، وهذه هي ايضا نقطة المناشدة لان على المجتمع العربي والمجتمع الدولي ان يسرعا بتسديد الالتزامات او التبرعات من أجل انقاذ الفلسطينيين”.
وعن اعادة انشاء مشاريع استثمارية عربية في لبنان قال ابو الغيط، “هذا موضوع لا يتناول في اطار الجامعة العربية بل في اطار ثنائي بين لبنان والدول العربية”.
وردا على سؤال عن عدم استنكار الجامعة العربية للعدوان الاسرائيلي على سوريا قال، “سوريا لم تخرج من الجامعة العربية بل جمدت او لا تشغل مقعدها، ولكن الاستنكار موجود ولا يجب السماح بالعدوان. المأساة كبرى والمسألة لا تقتصر على طرف اجنبي واحد هناك العديد من القوى الأجنبية التي تلعب للاسف على الارض العربية السورية وهنا المأساة”.
وألقى بو حبيب كلمة تضمنت النقاط التي ناقشها المجتمعون وجاء فيها، “بداية لا بد من التعبير عن سروري لهذه المشاركة العربية الواسعة في الاجتماع الذي كان ناجحا بكل المقاييس، وذلك بفضل التعاون بيننا وبين معالي الامين العام للجامعة العربية اخي أحمد ابو الغيط وفريق عمله، ولقد لمست من جميع الوزراء ورؤساء الوفود مشاعر المحبة والتضامن مع لبنان في أزمته والجميع تواقون لعودة عافيته في أقرب وقت، فأعرب الجميع عن كون المشاركة في هذا الاجتماع بحد ذاتها رسالة دعم ووقوف الى جانب لبنان”.
وتابع، “هذا الاجتماع يستضيفه لبنان بصفته رئيسا حاليا للمجلس الوزاري العربي، وهو مخصص للتشاور في التطورات والتحديات التي تواجهها المنطقة والعالم. وتبقى مشاوراته ملكا له حيث لا بيانات ولا اعلانات.
لكن أستطيع القول ان النقاشات التي جرت كانت شفافة الى حد بعيد، وحصل تبادل للآراء بشكل مسؤول وجدي، وقد أدى ذلك الى مزيد من التقارب حيال عدة مواضيع وطرح مقاربات عملية للقضايا المثارة، حيث جرى التطرق الى الاستمرار بدعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وهو ما رافق لبنان من اتفاق الطائف، مرورا باتفاق الدوحة ووصولا الى الالتفاف العربي الحالي حول لبنان”.
أضاف، “وبطبيعة الحال كانت مناسبة لنا كي نعرض الاوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان واللبنانيون والمساعي الرسمية للتخفيف من معاناة اللبنانيين رغم وطأة الازمة. كما عرضنا ضرورة اعتماد مقاربة جديدة لموضوع النازحين السوريين لا تؤدي الى تمويل بقائهم في الدول المضيفة”.
وتابع، “جرى التطرق الى مختلف الازمات التي يشهدها العديد من الدول العربية بالإضافة الى القضية الفلسطينية وتعنت الاحتلال وتبديده لأسس الحل العادل والشامل القائم على اساس الدولتين.
كما تم التطرق الى انعقاد القمة العربية في الجزائر”.
أضاف، “حصل توقف خاص عند موضوع الأمن الغذائي والازمة في الصومال والجفاف الذي ضرب البلاد على مدى سنوات متتالية واثره على الزراعة وتربية المواشي والحياة عموما، وتم تبني الدعوة من أجل تقديم الدعم اللازم للمساعدة على التخفيف من المعاناة”.
وأردف، “واخيرا تقاطعت آراء الأغلبية على أهمية القرار العربي المشترك برفض تسييس المنظمات الدولية على خلفية الحرب في أوكرانيا”.
وعما اذا هناك حل للنزوح السوري قال، “لا حلول اليوم ولا قرارات، نعم بحثنا في هذا الموضوع، ولكن لسنا وحدنا، فالاردن ايضا لديه مشكلة النزوح السوري فيما العراق ترحب بهم ولا مشكلة لديها. كان هناك بحث ولكن من دون قرارات”.
وردا على سؤال عن اقامة منطقة آمنة على الحدود اللبنانية السورية للنازحين السوريين قال بو حبيب، “ليس هناك هكذا طرح، ولن نقبل بهكذا طرح، ولا نريد اقامة مخيمات على حدودنا”.