BA.5، BA.4 و BA.2.12.، هي أسماء لمتحورات جديدة من اوميكرون، صنفتها منظمة الصحة العالمية، معلنة من خلالها الاستعداد للموجة الخامسة من كورونا، فالجائحة لم تنتهِ بعد، وللبنان حصة بعد عودة الإصابات المرتفعة لكورونا خلال الأسابيع الأخيرة. فماذا ينتظرنا؟
بصمت يتطور فيروس كورونا، في وقت تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية الى أنّنا امام “متحورات مثيرة للقلق”، وخاصة لناحية القدرة على مراوغة اللقاحات والمناعة المكتسبة جراء إصابات سابقة بـكوفيد 19.
وبما اننا في لبنان، عدنا الى مربع الإصابات ما فوق الالف حالة يوميا بمعدل نتخوف من الاقتراب مجددا من سيناريو الصيف المنصرم، لذا يتوجب حكماً إعادة تقييم الحالة الصحية القديمة المستجدة بناء على التطورات العالمية لناحية انتشار الفيروس وانفتاح لبنان مجددا على السياحة من الخارج. والسؤال الأبرز الذي يُطرح بقوة، وهو لمَ التخوف من الموجة الخامسة في الوقت الذي ذهب فيه الاخصائيون والأطباء حين انتشار اوميكرون الى اعتبارات إيجابية مع توقع ببدء انحسار الفيروس، فما الذي تغيّر اليوم؟
يشرح الدكتور وسيم جابر الباحث في الفيزياء وتكنولوجيا النانو في حديث لـ”لبنان 24” مقاربته للتفسير العلمي لما يحصل، مؤكداً انّه توقع حدوث الموجة الخامسة قبل مدة، وخصوصاً مع تدني نسبة المناعة لدى الملقحين او للأشخاص الذين أصيبوا بعدوى سابقة من المتحورات السابقة، ويرجع ذلك لسبب رئيس وهو انّ الفيروس لا يزال يتحور ويصنع متحورات إضافية، وبطبيعة الحال المتحورات تضعف المناعة المكتسبة. الموجة الخامسة ويتابع جابر: “كنار من تحت رماد، اليوم تفشت الموجة الخامسة خصوصاً في أوروبا، ونؤكد انّه لا يوجد لقاح في العالم يغطي المتحورات بشكل كامل. ويمكن القول انّه على صعيد المناعة، فإنّ الفيروس اقوى من ناحية التسلسل، واللقاحات هي اضعف من الفيروس وكذلك المناعة المكتسبة اضعف، وهذه حقيقة”. وبحسب ما رصده جابر وتحديداً في أوروبا حيث النسبة الأكبر من الموجة الخامسة الجديدة، فإنّ العوارض أولا تصيب مختلف الفئات العمرية، وتسبب الصداع القوي وصعوبات في التنفس، “وتم رصد حالات دخول للمستشفى لدى الفئات العمرية الكبيرة، وهذا ما يدفعنا الى التخوف في لبنان وخصوصاً في ظل انهيار القطاع الصحي.
ويتابع جابر: “اللقاحات لا تمنع العدوى، وبالتالي يتوجب الوقاية واتباع التوصيات والإجراءات الوقائية للحفاظ على السلامة العامة. ويجب ادارك العبء المقبل للأسف، وعدم الاستخفاف بالفيروس”.
صداع شديد
وبحسب خبراء الصحة في بريطانيا، فتم الكشف عن اكثر الاعراض الشائعة مع ارتفاع الإصابات بسبب متحورات BA.4 و BA.5 من أوميكرون، وابرزها انّ بعض الملقحين بـ3 و4 جرعات يعانون حتى من عوارض قاسية بينها الصداع الشديد والمشاكل التنفسية. وبعكس اوميكرون فقد تم تسجيل حالات كثيرة لمرضى استدعت حالاتهم دخول مستشفى.
ويؤكد جابر انّ التخوف في لبنان من الإصابة بهذه المتحورات يعود الى انخفاض نسبة التطعيم لغاية اليوم، إضافة الى انخفاض إجراءات الحماية والوقاية والاستهتار حتى من قبل البعض، على الرغم من ارتفاع الإصابات خلال الأسابيع الأخيرة. ويؤكد جابر: “كما يبدو بالتصرّف البيولوجي لهذه المتحورات فإنّ سرعة الانتشار ستكون أعلى قياساً على قدرة انتقالها السريعة أضف إلى السلوك البشري بما يخص تخفيف القيود”.
وبالتالي فاننا اليوم امام عوامل عدة قد تسهم في تغيير مسار الوباء، وللأسف قد تكون هذه العوامل سلبية مقارنة بموجة اوميكرون السابقة. وفي لبنان نحنا امام اختبار جديد، مع الموجة السياحية وإعادة الاختلاط في الأماكن العامة، ووسط الاستخفاف بإجراءات الوقاية المتعارف عليها منذ بداية كورونا لناحية ارتداء الكمامة في الأماكن العامة. ويبقى على كل مواطن أن يتصرف بوعي ومسؤولية، حفاظا على صحته وسلامة الاخرين.