ينتمي الفلفل الحار إلى عائلة الباذنجانيات، وعادةً ما يُستخدم الفلفل الحار لإضافة النكهة إلى العديد من الأطعمة، بالإضافة إلى استخدامه في عدّة أغراض طبيّة، ومن الجدير بالذّكر أنّ اللذعة الحارقة الموجودة في الفلفل الحار تعود إلى احتوائه على مُركب الكابسيسين كما أنّ هذا المُركّب يُعدّ مسؤولاً عن العديد من الفوائد الصحيّة التي يوفرها الفلفل.يقول أحد خبراء التغذية أنه في حين أنه قد يحرق الفلفل الحار اللسان ويؤدي إلى بعض الضيق المعدي المعوي أثناء انتقاله عبر القناة الهضمية، إلا أنه يمكن أن يساعد في الواقع على تحسين الصحة مدى الحياة.والكابسيسين المكون الموجود في الفلفل والذي يسبب تلك الحرارة المميزة، هو مركب كيميائي شبيه بالزيت يرتبط بمستقبلات الألم على اللسان وفي جميع أنحاء الجهاز الهضمي، إنه مادة الكابسيسين التي تجعلك تشعر وكأنك تحترق عندما تقضم فلفل هالابينو.
أوضحت اختصاصية تغذية قائلةً: “لكن الكابسيسين لا يحرقك في الواقع، بدلا من ذلك ، فإنه يخدع عقلك ليجعله يعتقد أن تغير درجة الحرارة قد حدث مما أدى إلى الإحساس بالحرارة والألم”. وأضافت :” إنها مجرد محاولة لجسمك للتهدئة والتخلص من الأعراض التي تسببها التوابل التي لا تنسى، مثل سيلان الأنف والتعرق والعينين الدامعة وحتى سيلان اللعاب”.وجدت الدراسة أنه أثناء تناول الطعام الحار، ترتفع درجة حرارة الجسم في الواقع في محاولة لتبريد الجسم…هذا وأظهرت الأبحاث أن أولئك الذين تناولوا طعاما حارا ست مرات في الأسبوع كان لديهم خطر أقل للوفاة المبكرة مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا طعاما حارا أقل من مرة واحدة في الأسبوع.هذا ويُعدّ الفلفل الحارّ غنيّاً بالعديد من العناصر الغذائيّة المهمّة للصحة، ونذكر من اهمّ هذه فوائده ما يأتي:- تقليل آلام المفاصل حيثُ بيَّنت إحدى الدراسات أنَّ تناول منتجٍ يحتوي مادة الكابسيسين، وموادَّ أخرى يومياً مدّة 8 أسابيع قد يُقلّل من آلام المفاصل بنسبةِ 21%، ومن الجدير بالذكر أنَّه لا يمكن تحديد أثر الكابسيسين وحده من هذه الدراسة.
– تقليل خطر الإصابة بقرحة المعدة: إذ يُعتقد أنّ مُركّب الكابسيسين الموجود في الفلفل الحارّ يمكن أن يقلل الضرر في الحاجز المخاطيّ في المعدة، ممّا قد يقلل خطر الإصابة بالقرحة المعديّة، وذلك ما أشارت إليه مراجعةٌ لعدّة دراساتٍ نُشرت في مجلة Molecules عام 2016. كما تبيَّنَ أنَّ الأشخاصَ الذين يتناولون الفلفل الحار بمعدَّلِ 24 مرَّة في الشهر يكونون أقلّ عُرضةً للإصابة بقُرحة المعدة من الذين يتناولونه بمعدَّلِ 8 مراتٍ في الشهر، وينطبقُ هذا الأمر على الفلفلِ الحار المسحوق، وصلصة الفلفل الحار، بالإضافةِ إلى مسحوقِ الكاري، وغيرها من الأطعمةِ المُحتوية على الفلفل الحار، إلا أنَّه لا تُوجد أدلَّةٌ أُخرى تدعمُ هذا التأثير، وما زالت هناك حاجةٌ لدراسة هذا التأثير بشكلٍ أوسع.- تحسين حالات المصابين بالتهاب المفصل التنكسي: إذ تمتلك مادّة الكابسيسين بعض الخصائصَ المُضادّة للالتهابات، ويمكن استخدام فلفل الكايين والأنواع الأخرى من الفلفل المُجفَّف كأحدِ أنواعِ البهار للصلصات، وخلطات التتبيل.- المحافظة على صحة القلب حيثُ يُساهم مُركّب الكابسيسين الموجود في الفلفل الحار في تحسين جريان الدم ووظائف القلب، كما يمكن أن يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب، كما أشار الباحثون إلى أنّ الكابسيسين قد يساهم في خفض مستويات الكوليسترول، وتقليل خطر تجلّط الدم؛ وذلك من خلال تقليل تراكم الكوليسترول في الدم، والمساعدة على التخلّص منه.