قطر على خارطة السياحة العالمية… هذا ما حققته بفضل “كأس العالم”

10 أغسطس 2022
قطر على خارطة السياحة العالمية… هذا ما حققته بفضل “كأس العالم”


 طفرة كبيرة يعيشها القطاع السياحي في دولة قطر خلال السنوات الأخيرة، بعدما حقق معدلات نمو ملحوظة سواء على مستوى عدد الزائرين لقطر، أو على مستوى النهوض وتطوير البنية التحتية وحوكمة القطاع السياحي بما يحقق التنوع الاقتصادي في البلاد.

أحدث الإحصائيات الصادرة عن جهاز التخطيط والإحصاء القطري، أظهرت بلوغ عدد زوار قطر خلال شهر يونيو/حزيران الماضي أكثر من 145 ألفا و600 زائر، لتسجل نموا نسبته 499.5%، مقارنة بنحو 24 ألفا و200 زائر في الشهر ذاته من العام الماضي.وأظهرت الأرقام تصدر السوق الخليجي من حيث عدد الزوار بأعداد بلغت 59 ألفا و620 زائرا، تلتها الدول الآسيوية وأوقيانوسيا بعدد زوار بلغ نحو 33 ألفا و790، في حين بلغت نسبة الزوار من الدول العربية الأخرى نحو 10 آلاف زائر، ومن القارة الأوروبية نحو 24 ألفا و500 زائر.

وجهة سياحية
ويوضح سعيد الهاجري، مدير إحدى الشركات السياحية، أن ارتفاع أعداد الزائرين إلى دولة قطر يرجع إلى أن الدوحة باتت واحدة من أشهر وأسرع الوجهات السياحية نموا، إذ تتمتع ببنية تحتية سياحية ممتازة، وتمتلك منظومة فندقية بعلامات تجارية عالمية ومتاحف متنوعة وأسواقا تراثية وعصرية، فضلا عن بنية تحتية متميزة في قطاع الطرق، إضافة إلى مطار حديث يحتل المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشركة طيران من فئة 5 نجوم.ويقول الهاجري، في تصريح للجزيرة نت، إن هناك ارتباطا وثيقا أيضا بين زيادة عدد السياح إلى دولة قطر واقتراب موعد نهائيات كأس العالم لكرة القدم، خاصة أن قطر باتت هدفا لأي سائح في العالم للتعرف عليها، سواء في الوقت الحالي أو خلال فترة المونديال.فرصة سانحةويضيف أن استضافة المونديال من الفرص التي لا تأتي في العمر إلا مرة واحدة، إذ ستستضيف قطر سياحا من كافة أنحاء العالم، ولذلك يجب على المسؤولين في قطاع السياحة استغلال هذه الفرصة والبناء عليها من أجل جعل قطر إحدى الواجهات السياحية المميزة سواء في منطقة الشرق الأوسط أو العالم.

السياحة في قطر باتت خلال الآونة الأخيرة صناعة متنامية نجحت خلال فترة وجيزة في أن يكون لها دور فعال في تحقيق التنوع الاقتصادي، والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص استثمار هائلة، وفقا للهاجري.وتتبنى قطر للسياحة نهجا متعددا يستهدف بناء قطاع سياحي حيوي ومستدام بما يتيح له اجتذاب 6 ملايين زائر سنويًا بحلول عام 2030، فضلا عن تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية مرموقة.عناصر الجذببدوره، يعتبر الخبير الاقتصادي عبد الله الخاطر أن هناك الكثير من العوامل التي ساهمت في الارتفاع الكبير لأعداد الزائرين، أبرزها قدرة قطر على السيطرة على جائحة كوفيد-19، وعودة الحياة إلى طبيعتها، فضلا عن توفير كل عناصر الجذب للسياح، وكذلك مقومات الاستثمار في مختلف المجالات الاقتصادية.ويقول الخاطر، في تصريح للجزيرة نت، إن استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم بعد أشهر قليلة لها دور كبير من الآن في زيادة أعداد السياح إلى قطر، خاصة في ظل ارتباط حملات قطر للسياحة الترويجية بهذا الحدث الرياضي الضخم الذي ينتظره كل العالم.ويضيف أن المكانة المرموقة العالمية التي وصلت لها قطر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، خلق منها عاصمة للسلام ووجهة سياحية عالمية، خاصة في ظل الاستقرار الذي تعيشه المنطقة مقارنة بالحرب الروسية الأوكرانية.توقعات كبيرةوتوقع الخاطر أن تتضاعف أعداد الزائرين والسياح إلى قطر مع اقتراب المونديال الذي يشكل الحدث الكروي الأبرز عالميا، إلا أنه شدد على أن التحدي الأكبر للقطاع السياحي خلال الفترة المقبلة سيكون العمل على تعزيز تحول قطر إلى وجهة إقليمية عالمية جاذبة للسياح.وتعمل قطر للسياحة منذ إنشائها عام 2021 بدلا من المجلس الوطني للسياحة، على التعاون مع الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص في تنفيذ إستراتيجيتها الوطنية لقطاع السياحة والتي تعمل على تعزيز تجربة الزائر، وتنويع المنتجات والعروض السياحية المحلية، وتعزيز الجهود الترويجية، وتعزيز فرص مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار السياحي.وتعد أبرز المجالات المفتوحة للاستثمار السياحي في قطر، خدمات فعاليات الأعمال والثقافة والتراث، وخدمات السفاري الصحراوية، والطعام، والصحة والرفاهية، والأنشطة الحرة والترفيه، والرياضة، والاستجمام، وتنظيم الجولات السياحية، والإقامة السياحية، وخدمات النقل والمواصلات.وترى قطر للسياحة أن مونديال 2022 محطة رئيسية ومهمة على درب تحقيق التنمية السياحية المستدامة، إذ تركز في التعاون مع شركائها على تعزيز تجربة الزوار بشكل عام، وتعزيز تجربة المشجعين بشكل خاص، من خلال تطوير قطاع الضيافة وابتكار حلول إقامة غير تقليدية، لاستضافة جمهور البطولة مثل تجربة الإقامة العائمة التي تتعاون فيها مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث ووزارة النقل والمواصلات.”الجزيرة”