يبدو أن الاتفاق النووي الناشئ لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع إيران لا يتوافق جيدًا مع تطلعات المملكة العربية السعودية، بحسب موقع “ذا ناشونال انترست” الأميركي.
وجاءفي مقال للموقع” وفقًا لدان إبرهارت، الرئيس التنفيذي لشركة Canary، وهي شركة خدمات حفر مقرها دنفر، ليس من قبيل الصدفة بالتأكيد أن التهديد بخفض إنتاج النفط السعودي يأتي في الوقت الذي يتجه فيه الرئيس بايدن نحو إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، والذي عرض تخفيف العقوبات في مقابل فرض قيود على البرنامج النووي للبلاد. ومع ذلك، سرعان ما تفككت الاتفاقية الأصلية بعد أن انسحب الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب من جانب واحد منها في عام 2018 وأعاد فرض العقوبات. وكتب إبرهارت في “فوربس”، “من شأن مثل هذا الاتفاق أن يوفر الإغاثة الاقتصادية لطهران، وبدرجة أقل، لأسواق النفط العالمية من خلال إطلاق حوالي مليون برميل يوميًا من صادرات النفط الإيرانية التي خنقتها العقوبات الغربية. هذا التطور، إلى جانب المخاوف من الركود الاقتصادي، وارتفاع التضخم، وضعف الطلب، ساعد في دفع أسعار النفط إلى ما دون 100 دولار للبرميل”.”
وتابع الموقع، “وقال: “ليس سرا على أحد أن بايدن يريد أن تنخفض أسعار النفط، المحرك الرئيسي للتضخم، قبل انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني. كثيرًا ما ناشد الرئيس المملكة العربية السعودية – مؤخرًا في منتصف تموز أثناء زيارة إلى الرياض – للمساعدة وذلك عبر إضافة المزيد من الإمدادات. لكن القادة السعوديين قاوموا طلبات بايدن، الأمر الذي جعل إيران تشكل السبيل الوحيد لزيادة كمية النفط في السوق. يسلك بايدن هذا المسار، لكن العواقب بدأت تتكشف أمامه حالياً”، مضيفًا أنه يبدو أن المملكة العربية السعودية تريد وضع حد أدنى لأسعار النفط عند 100 دولار للبرميل في المستقبل. كما أكد إبرهارت أن موقف الرياض الحالي “يؤكد أن المملكة العربية السعودية تبقى أكثر انحيازًا لروسيا من الولايات المتحدة على المسرح العالمي”. وتابع قائلأً: “روسيا… بحاجة إلى أن تشهد أسعار النفط ارتفاعاً لأن عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أضرت بقدرتها على إنتاج وتصدير النفط. يجب على موسكو بيع براميلها بعد فرض خصم حاد قدره 30 دولارًا للبرميل للعثور على مشترين راغبين في آسيا في الوقت الذي تدير فيه أوروبا ظهرها للطاقة الروسية وفي ظل تشديد العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي”.”
وأضاف الموقع، “وتابع إبرهارت: “وهذا يعني أن الانخفاض الأخير في أسعار النفط كان قاسيًا بشكل خاص على موسكو وذلك بعد أن تقلص هامش أرباحها النفطية بشكل كبير. قد يصبح الموقف أكثر خطورة حيث يناقش الغرب تحديد سقف سعر النفط الروسي لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا. لكن السعوديين ما زالوا ينظرون إلى روسيا كعضو مهم في مجموعة أوبك + وحليف أساسي في الشرق الأوسط – أكثر أهمية من الولايات المتحدة في عهد بايدن”.
وختم بالقول، الخلاصة الرئيسية هي أنه “حتى لو توسطت الولايات المتحدة وإيران في اتفاق نووي، ما مدى التأثير الإيجابي الذي سيحدثه هذا الأمر إذا قامت أوبك + بتقليص الإنتاج لمنع الأسعار من الانخفاض إلى ما دون 100 دولار؟ إن أي أمل في الحصول على نفط دون 90 دولارًا لفترة طويلة يبدو غير واقعي في ظل ظروف السوق الحالية”.”