يتعجب اللبنانيون دائماً من خطابات الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله التي يتحدث فيها عن الحرب مع العدو الإسرائيلي، ويخوّن الشعب اللبناني الذي لا يؤمن بخطه السياسي ونهجه التدميري، ولا عجب أن سماحته عندما يحشر في الزواية يلجأ إلى قرع طبول الحرب مع إسرائيل أو إشعال حرب داخلية.
عند إندلاع حرب تموز في العام 2006، فتح جميع اللبنانيين بيوتهم أمام مناصريه الذين هربوا من جراء القصف المدمر الذي طاول مساكنهم، لكن عند إنتهائها أعلن نصر الله إنتصاره بعد دمار لبنان إقتصادياً وحياتياً، فعن أي إنتصار يتحدث؟
لم تمض فترة على هذه الحرب الشنيعة الا وقام سماحته بتخوين فريق 14 آذار ونعت قادته بالعملاء لاسرائيل وأميركا ودول الخليج، بعدما طالبوا بنزع السلاح غير الشرعي… بعدها قامت ميليشيا “حزب الله” بإحتلال العاصمة بيروت في 7 أيار 2008 وقتل مواطنيها العزل وتشريدهم.
ولا ننسى تهديده للمسيحيين عموماً و”القوات اللبنانية” ورئيسها سمير جعجع خصوصاً، من جراء أحداث الطيونة التي حصلت، عبر إعلانه أنه يملك 100 ألف مقاتل يستطيعون القضاء عليهم، فهل تسمى هذه انتصارات؟
أما في الآونة الاخيرة، وخلال اطلالاته فيتطرق الأمين العام الى موضوعات مهمة أبرزها إستخراج النفط من حقل “كاريش”، ناسياً أن اللبنانيين باتوا يعرفون أن منصاتها أصبحت جاهزة للاستخراج… لكن هدفه جر لبنان الى الدمار مراعاة لمصالحه الايرانية.
لا شكّ أن الحزب وأمينه العام أصبحا على يقين بأنه في حال اشتعلت الحرب مرة أخرى مع إسرائيل، فلن يبقى لبنان، بغض النظر عن بنيته التحتية الأساسية المدمرة على يد وزراء الطاقة الذين يسترون فضائح زملائهم السابقين الواحد تلو الآخر.
أخيراً، لا بدّ من تحقيق آمال الشعب اللبناني المنهك والمتعب نتيجة سياسات ومصالح فاسدة أوصلته الى ما نحن عليه اليوم، وهي بناء دولة قرارها حر ومستقل، سلاحها الشرعي من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية فقط لا غير، القادرين على الدفاع عن كل شبر من أرض هذا الوطن.
هل ما يطلبه الشعب اللبناني مستحيل؟ والى متى؟