الترسيم الحدودي البحري “أولويّة أميركيّة”

2 سبتمبر 2022
الترسيم الحدودي البحري “أولويّة أميركيّة”


عاد ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية الى الواجهة، من بوابة دخول البيت الابيض مباشرة على خط المفاوضات والاتصالات في ضوء تناقض في المعلومات والمعطيات حول قرب توقيع الاتفاق من عدمه.وكتبت” النهار”: استرعى الانتباه مساءً ما نقله موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي عن مسؤول في البيت الأبيض لناحية تأكيده أنّ المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكتشاين يعتزم زيارة لبنان وإسرائيل الأسبوع المقبل، وذلك بالتزامن مع تشديد البيت الأبيض أمس على أنّ “حلّ النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل أولوية لإدارة الرئيس الاميركي جو بايدن”، مضيفاً: “التوصل لاتفاق ترسيم الحدود ممكن، ونحاول تضييق الخلاف بين إسرائيل ولبنان”.

وكتبت” النهار”: اكتسب الإعلان الأميركي دلالات مهمة اذ بدا بمثابة اطلالة مشجعة على الواقع اللبناني عموما وانما من بوابة إيلاء ملف الترسيم الذي تتولى واشنطن الوساطة فيه من خلال المستشار الاستراتيجي لشؤون الطاقة آيموس هوكشتاين أولوية . وثمة من رأى ان هذا التطور يعكس ضمنا احتواء استباقيا منعا لاي اتجاه تصعيدي بين إسرائيل و”حزب الله” عند بدايات أيلول .تزامن صدور بيان البيت الابيض مع تصويت مجلس الامن الدولي امس على التمديد سنة إضافية لقوة “اليونيفيل ” في جنوب لبنان الامر الذي نوه به رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقال: “انها خطوة مشكورة ومن شأنها تعزيز الاستقرار الذي ينعم به جنوب لبنان بفضل التعاون الوثيق بين الجيش واليونيفيل. ونحن من جهتنا نشدد على اتخاذ كل الاجراءات التي من شأنها دعم مهمة اليونيفيل مجددين التزام لبنان الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة”.

وكتبت” البناء”: أفادت وسائل إعلام محلية أن “الوسيط الأميركي التقى رئيس مجلس إدارة شركة توتال في العاصمة الفرنسية باريس ، وتم البحث في التزامات الشركة في لبنان لا سيما في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان و”إسرائيل”. ولفتت الى أن “اللقاء الذي جمع الوسيط بالشركة ليس اللقاء الأول، فهناك فريق تقني قدم مساعدة تقنية لهوكشتاين سابقاً ليتبين أنه من فريق توتال”. وتابعت: “هوكشتاين تحدث مع شركة شيفرون الأميركية التي تملك المسح البحري وإمكانية وجود خزان مشترك بين 3 بلوكات، والأميركيون يفضلون أن تتولى مهمة التنقيب شركة يونانية بسبب قدرتها على ربط الإنتاج بالمنصة العائمة في كاريش “.
وكتبت ” الاخبار” ان “المعلومات المبعثرة حول مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وكيان الاحتلال تعكس وجود عدة مسارات للتفاوض. هذه الحقيقة غير المعلنة لم تعد خافية على المعنيين في لبنان وإسرائيل وأميركا، وحتى عن الشركات العاملة في هذا الحقل والدول الراعية لها. لكن البارز في الساعات الماضية أن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين الذي يتولى حصراً التفاوض عن الجانب الأميركي أبلغ المعنيين أنه أرجأ عودته إلى المنطقة إلى السابع من أيلول المقبل، كموعد مبدئي، ما لم يطرأ أي تطور سلبي، في ظل رهان الموفد على قبول إسرائيلي بكامل المطالب اللبنانية وليونة لبنانية في شكل الإخراج، وفي ظل جهود تبذلها الولايات المتحدة وأوروبا بطلب من إسرائيل لضمان عدم حصول عمل عسكري ضد المنشآت البحرية للعدو خلال فترة المفاوضات”.
وعلمت “الأخبار” بمعطيات تتعلق بالملف، منها: – عقد الوسيط الأميركي اجتماعاً عبر تطبيق زوم مع المسؤولين في فريق رئيس حكومة العدو تناول فيه الصيغ الممكن تفعيلها، وهو أكد لمتصلين به أنه التقى قبل مدة في اليونان موفدين إسرائيليين ومن إدارة شركة “إنيرجيان” اليونانية. – لم يحصل الوسيط الأميركي على موافقة كاملة من شركة «توتال» الفرنسية على بدء العمل في التنقيب في بلوكات لبنانية قبل الاتفاق على الترسيم. وقد أبلغت الشركة الفرنسية مجدداً الجانب اللبناني أنها لن تبدأ أعمال التنقيب قبل الإعلان عن اتفاق واضح ومتكامل ووجود ضمانات أمنية من كل الأطراف.
-يتحدث هوكشتين عن حل وسط يمنع الانفجار ولا يربط المسائل ببعضها بعضاً، من قبيل أن تعلن إسرائيل تأخير عملية الاستخراج من حقل كاريش بصورة رسمية وتواكبها في ذلك الشركة اليونانية، وأن تعلن «توتال» والشركات العالمية الأخرى نيتها استكمال التنقيب في الحقول اللبنانية. ويعتقد الأميركيون أن هذا الحل يسمح بمنح الأطراف الفرصة الكافية لترتيب أمورهم، وهو يعني عملياً تمرير الانتخابات الإسرائيلية قبل العودة إلى وضع اتفاق مع لبنان، بينما تستفيد الولايات المتحدة وأنصارها في لبنان من عدم حصول الاتفاق في ما تبقى من ولاية الرئيس ميشال عون. – جدد لبنان من خلال الجهات الرسمية وغير الرسمية رفضه لفكرة العمل المشترك بين حقول لبنان وفلسطين المحتلة. وبعدما نسب إلى مسؤول لبناني أنه لا توجد ممانعة لتولي «توتال» العمل في حقل قانا، على أن تتولى لاحقاً توزيع الحصص على الجانبين، قال مسؤول رفيع لـ “الأخبار” إن هذا الخيار غير مطروح على الإطلاق، وإن هوكشتين سمع تأكيدات بأن لبنان يرفض أي نوع من الشراكات أو العمل المشترك أو أي اتصال، ويريد حقل قانا كاملاً ولا يعترف بأي حصة للعدو فيه.
واصل العدو استراتيجية المناورة إعلامياً، وانضمت أمس صحيفة «غلوبس» الاقتصادية إلى جوقة المبشرين بالاتفاق متحدثة عن أن الاتفاق بات قريباً جداً، ويرجح أن يوقع في أيلول المقبل». بينما أوردت صحيفة «جيروزاليم بوست» أنه «يعتقد أن المفاوضات في أسابيعها الأخيرة، وهي إيجابية. إذ نقلت إسرائيل حقيبة التفاوض من وزارة الطاقة إلى مكتب رئيس الوزراء. وقد دخلت مرحلة اللمسات الأخيرة. وهي تتركز على مسألة التعويضات وتقدير كميات الغاز على جانبي الحدود».ماذا يريد هوكشتين؟
أما في ما يتعلق بالاتصالات التي يجريها الوسيط الأميركي، فقد باتت محل تساؤل بسبب التسويف الذي يسيطر على عمله. إذ أنهى فترة الانتظار الأولى، التي دامت أسابيع مشبعة بالقلق وعدم اليقين، بين الحلول وإمكان التصعيد العسكري، ليبدأ فترة انتظار ثانية، يفترض أن تمتد حتى الأول من تشرين الأول المقبل.