عمد العديد من الخبراء الاقتصاديين مؤخراً إلى التّرويج لصورةٍ تشيرُ إلى أنّ مسار سعر الدولار سيكونُ تصاعدياً خلال المرحلة الراهنة وقد يصلُ إلى نحو 40 ألف ليرة خلال فترة وجيزة، معتبرين أنّ ما تشهده السّوق الموازية من نزفٍ للدولارات لا يُمكن تبريره أو تفسيرُه من خلال معطيات اقتصاديّة واضحة.
Advertisement
بالنسبة لبعض الخبراء، فإنّ الضغط الذي شهدهُ سوق الدّولار خلال الأيام القليلة الماضية ارتبطَ بأسباب عديدة أولها طلب التجار للدولارات بغية الاستيراد وتشكيل ملاءة ماليّة دولارية خلال الفترة الراهنة، وثانيها وجود مخاوف من تقليص المصارف لنسبة تقديماتها من الدولار خلال المرحلة المقبلة. أما الأمر الأهم والأبرز فيرتبطُ بمدى قدرة الحفاظ على تلك الأموال وتحريكها ضمن السوق، لاسيما أن عمليات التحوّط التي يقوم بها المواطنون عبر شراء الدولار، ازدادت بنسبة كبيرة وهائلة خلال آخر فترة.
هنا، وبشكل أو بآخر، حذّر الخبراء من خروجِ نسبة دولارات هائلة من الدّورة الاقتصادية كونه يجري الاحتفاظ بها بعيداً عن المصارِف من جهة، وبعيداً عن السوق من جهة أخرى. ولهذا، يبرزُ مكمن الخلل هنا عبر الإبقاء على كتلة نقديّة هائلة بالليرة اللبنانية وسط استمرار عمليات تجفيف السّوق من الدولارات، الأمر الذي سيعني نُدرة في المعروض، وبالتالي ارتفاعاً في السعر.