كتب الان سركيس في” نداء الوطن”: يتسلّم السفير البابوي الجديد المونسنيور باولو بورجيا مهامه في لبنان في أحلك الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية وسط أزمة لم تعرفها البلاد من قبل. لذا، هو أمام مسؤوليات جسام ترقى إلى حجم الكرسي الرسولي ودوره.
من الصعب جداً على أي دبلوماسي الإنتقال من منصب رفيع كالمنصب كالذي كان يشغله باولو بورجيا في الحاضرة الفاتيكانية (عمل في قسمي العلاقات مع الدول والعلاقات العامة التابعين لأمانة سر الدولة) التي يعتبر من أهم دبلوماسييها و»عقولها» إلى الوحول اللبنانية، لكن المرحلة تتطلّب التحدي، لذلك كان قرار البابا فرنسيس واضحاً بأن لبنان يحتاج سفيراً استثنائياً، وظيفته متابعة الإستحقاق الرئاسي قبل انقضاء مهلة الإنتخاب والدخول في مرحلة الشغور، من ثم مواكبة تداعيات الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع اللبنانيين، وبينهم المسيحيون إلى الهجرة بكثافة، ومتابعة أوضاع المسيحيين والدعوة للإصلاح في الكنيسة والرهبانيات كلّها.
لن تكون مهمة بورجيا، الرجل المعروف عنه النضال وعدم اليأس، سهلة. فالبابا إختاره ليقف إلى جانب الشعب الذي يعاني الإنهيار، وكذلك ليؤكد أنّ دولة الفاتيكان تعارض المسّ بصيغة العيش المشترك ووثيقة «الطائف» التي تنص على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وحفظ دور لبنان، وللتشديد على أن الدور المسيحي يجب أن يُصان عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات وعدم تغيير وجه لبنان الحضاري.ومن جهة أخرى، أمام السفير الجديد ورشة عمل داخلية. فمعروف أن الرهبانيات الحبرية تتبع مباشرةً الفاتيكان، لذلك فإن العمل سيكون لأنسنتها ووقوفها إلى جانب الرعايا ومنع إنهيارها لأنه إذا إنهارت تلك المؤسسات على اختلاف أشكالها فقدَ المسيحيون ومعهم لبنان دورهم التاريخي.