عندما يفكر الناس في طول العمر، فإنهم في الغالب يعتقدون أن الأمر يتعلق بالنظام الغذائي والتمارين الرياضية.لكن الدراسات أظهرت أن الأفكار والمشاعر يمكن أن يكون لها دور كبير أيضا. وتوصل بحث جديد إلى أن التفاؤل يمكن أن يكون له دور في تجاوز الناس التسعين.
ووجدت دراسة نُشرت في مجلة the American Geriatrics Society، أن الأشخاص الذين سجلوا أعلى درجات التفاؤل في أحد الاستطلاعات كانوا أكثر عرضة للعيش بعد 90 مقارنة بالأشخاص الأقل تفاؤلا.واتضح أن 25% من الذين كانوا أكثر تفاؤلا لديهم احتمال أكبر بنسبة 10% للوصول إلى ما بعد 90 عاما من نسبة 25% الأقل تفاؤلا.وكان البحث قائما على الملاحظة فقط، ما يعني أنه لم يحاول شرح الأسباب الكامنة وراء هذا الاتجاه.
ووجدت الأبحاث السابقة أن التفاؤل يمكن أن يمنح العديد من الفوائد الجسدية التي قد تساعد في تعويض الأمراض المختلفة.وأظهرت العديد من الدراسات أن المتفائلين يحصلون على نوم أفضل، ويعانون من إجهاد أقل، ولديهم عادات صحية. ونتيجة لذلك، فإنهم يميلون إلى التمتع بصحة أفضل للقلب والأوعية الدموية ومناعة.ومن المرجح أن يأكل المتفائلون طعاما صحيا، ويبقون نشيطين، ويدخنون أقل، وفقا لدراسة أجريت عام 2018.ومن المعروف أن هذه العادات الصحية تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشمل السكتة الدماغية وأمراض القلب.ومع ذلك، في البحث الأخير، كانت عوامل نمط الحياة، مثل التمارين المنتظمة والأكل الصحي، مسؤولة عن أقل من 25% من الارتباط، ما يشير إلى أن هناك عوامل أخرى قد تلعب دورا.ونظرت الدراسة في 159225 امرأة في الولايات المتحدة التحقن بمبادرة صحة المرأة بين عامي 1993 و1998. وتمت متابعة النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 50 و79 عاما لمدة 26 عاما بعد التسجيل. وطُرح على الأشخاص المسجلين في الدراسة أسئلة أجابوا عليها سواء كانوا “موافقين” أو “غير موافقين” أو “موافقين بشدة” أو “لا يتفقون بشدة” مع عبارات مختلفة لمنحهم درجة تفاؤل.
وعلى عكس الدراسات السابقة، نظرت هذه الدراسة في النساء من جميع أنواع الخلفيات الاجتماعية والأعراق.كما نظرت في النساء اللواتي يعانين من مشاكل صحية مزمنة والاكتئاب. ووجدت أنه حتى عندما تكون هذه العوامل موجودة، كان من المرجح أن يعيش المتفائلون لفترة أطول.وقد يعمل المتفائلون بشكل مباشر على معالجة مستويات التوتر لديهم مع استراتيجيات للتغلب على مشكلاتهم والعثور على الامتنان والإيجابية في المواقف الصعبة.ومن خلال تقليل مستويات التوتر، قد يقلل المتفائلون من الضرر طويل المدى الناجم عن التعرض المتكرر لهرمونات التوتر مثل الكورتيزول.ويمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الكورتيزول إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، والتأثير على جهاز المناعة لديك، ما يؤثر على المدى الطويل في خطر الإصابة بأمراض خطيرة.”إكسبريس”