كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: ما يزيد على ثلاثة أرباع الساعة أمضاها رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط في حضرة رئيس مجلس النواب نبيه بري.بدا جنبلاط إيجابياً ومتجاوباً ومنفتحاً على بحث المواضيع بجدية وهو عبّر أمام رئيس المجلس أنّه لا موقف يتمسّك به بل إن الأمور قابلة للنقاش. ما خلّف انطباعاً مريحاً لدى برّي. استعرض الرئيس و»البيك» أسماء المرشحين الجديين والإفتراضيين. الموضوع ليس «مَن يُقنع مَن» بل في المرشحين أنفسهم وحظوظ كلّ منهم. رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الذي يتمسّك بترشيحه «الثنائي الشيعي»، يتجنّب إعلان هذا الترشيح والمضيّ به إذا لم يشكّل نقطة تقاطع محلي، إقليمي، ودولي. حتى الساعة لم يتلقّ أي إشارة سعودية، ولا موافقتها ما يعني إحكام الطوق حول ولايته. لكن رغم ذلك قال جنبلاط إنّه وفريقه ليسا الطرف الوحيد في البلد متمنّياً طرح الأسماء لمناقشتها بما يعني رغبته في طرح الأسماء علانية لبدء الكلام الجدي.لكن بحث المشكلة الأساسية والتي هي الإستحقاق الرئاسي لا يتوقف على اتفاق برّي- جنبلاط لأنها في الأساس وفق المراقبين ليست مشكلة إسلامية – مسيحية وإنما هي أزمة مارونية في العمق وبين فريقين مارونيين أساسيين خلافهما يعقّد الموضوع الرئاسي، وبحث المشكلة جدياً يستوجب تلاقي القيادات المارونية مع بعضها بعضاً. إذ لا تقف الحلول عند عتبة تمني برّي وموافقة جنبلاط .القصة في مكان آخر والحلول مرهونة بالكتل النيابية المارونية وتعاطيها في مجلس النواب، وهي لغاية اليوم تتمترس في مواجهة بعضها البعض وتبدو كأنها ليست معنية بما يدور حولها، وبينها يقف البطريرك الماروني بشارة الراعي مقيّد اليدين. ربّما لعلمه أنه أمام خلاف مستعصٍ ومحاولاته للتوفيق، وإن تكرّرت، فنتائجها غير مضمونة. يتجنّب البطريرك أصل المشكلة ويدور حولها من دون أن يتمكّن من تحريك الجمود الذي يكتنفها. وليس معلوماً بعد أين أصبح المشروع الذي كان يعمل عليه بالتوافق مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل حول جوجلة أسماء المرشحين لوضعها على طاولة البحث إنطلاقاً من أن الاستحقاق الرئاسي ماروني وللموارنة فيه الكلمة الفصل.