حذر الخبير الاقتصادي ألكسندر نازاروف من تداعيات العقوبات الغربية المفروضة على روسيا على أمن الغذاء العالمي، إذ أن القيود تعيق صادرات منتجات أساسية من روسيا وفي مقدمتها الأسمدة.وقال الخبير في منشور على قناته بتطبيق “تلغرام” اليوم الخميس: “هذا العام، تمكن العالم من تجنب الجوع، وحتى حدوث زيادة كبيرة في سعر الخبز، وذلك بفضل أن روسيا لم تعرقل تصدير الحبوب الأوكرانية كذلك بفضل موسم حبوب قياسي في روسيا. الآن تقبع أسعار القمح عند نفس المستوى الذي كانت عليه قبل بدء الحرب في أوكرانيا، وإذا أخذنا في الاعتبار معدلات التضخم فإن سعر القمح الحقيقي هو أقل من مستواه قبل الحرب”.
وأضاف: “إذا ارتفع سعر الخبز في الوقت الراهن فهذا ليس بسبب نقص القمح، ولكن بسبب التضخم العالمي الذي اندلع بسبب سياسة البنوك المركزية في الغرب، لكن الوضع يمكن أن يتغير العام المقبل، فعلى الرغم من صفقة الحبوب الخاصة بالقمح الأوكراني، فإن الغرب لا يفي بالتزاماته ويمنع روسيا من تصدير ليس فقط الأسمدة، ولكن أيضا الحبوب، الأمر الذي ينذر بتداعيات خطيرة”.وتابع قائلا: “في الوقت الذي يستمر فيه الغرب باتهام روسيا بتنظيم المجاعة في الدول الفقيرة، تشتري أوروبا القمح الأوكراني لنفسها، ولا تحصل الدول الفقيرة على أي شيء تقريبا من القمح الأوكراني، علما أن الصفقة تم إطلاقها في الدرجة الأولى لمساعدة الدول المحتاجة وتجنب أزمة غذائية”.
وفيما يتعلق بأسواق الطاقة، قال: “نفس الوضع يمكن ملاحظته فيما يتعلق بإمدادات موارد الطاقة. جرت العادة أن تشتري أوروبا النفط والغاز من روسيا، لكن مع فرض عقوبات على النفط والغاز الروسيين انخفضت هذه الإمدادات إلى الأسواق العالمية. والآن تشتري أوروبا الغنية، التي تمتلك قوة شرائية قوية، النفط والغاز من موردين آخرين على حساب البلدان النامية. بطبيعة الحال، تواجه هذه البلدان نقصا في موارد الطاقة وفي ظل أسعار الطاقة الآخذة في الارتفاع، أعتقد أن العالم، وخاصة البلدان الفقيرة، ينتظره زيادة حادة في أسعار المواد الغذائية بمستويات تتجاوز معدلات التضخم السائدة”.وفي وقت سابق اليوم، أفادت وزارة الخارجية الروسية بأن العقوبات المفروضة على روسيا أدت إلى خفض صادرات الأسمدة الروسية في الفترة من مارس حتى سبتمبر من العام الجاري بنسبة 38% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ووفقا لمسؤول في الوزارة فإن المستهلكين تسلموا إمدادات أقل بنحو 8 ملايين طن من المستوى الذي كان يستلمونه عادة. وأشار إلى أن الكمية التي يتم استلامها (8 ملايين طن) تكفي لإنتاج 25 مليون طن من الغذاء أو إطعام قرابة 105 ملايين شخص.”RT”