إيران تعزّز برنامجها النووي والغرب ويتوعّد

22 نوفمبر 2022
إيران تعزّز برنامجها النووي والغرب ويتوعّد

دانت لندن وباريس وبرلين، الثلاثاء، توسيع إيران برنامجها النووي، قائلة إنه ليس لديه “مبرر مدني معقول” وإنه “تحد للنظام العالمي لعدم انتشار” الأسلحة النووية.
وأضافت الحكومات الثلاث أنه “من خلال بدء إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة تصل إلى 60 في المئة في مجمّعها في فوردو اتّخذت إيران خطوات مهمة أخرى في تقويض خطة العمل الشاملة المشتركة”، في إشارة إلى” الاتفاق النووي الذي أبرم في العام 2015″.
كما عبّرت الولايات المتحدة عن “قلق عميق”، اليوم الثلاثاء، بشأن التقدم الذي تحرزه إيران في برنامجها النووي وتطوير قدراتها الصاروخية البالستية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي خلال إيجاز صحافي في واشنطن “سنتأكد من أن تكون جميع الخيارات متاحة للرئيس” جو بادين للتعامل مع هذا التطور.
وتابع، “بالتأكيد لم نغير وجهة نظرنا في أننا لن نسمح لإيران بامتلاك القدرة لحيازة السلاح النووي”.
وباشرت إيران إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% في مجمع فوردو، وهي نسبة أعلى بكثير من عتبة 3.67% التي حددها الاتفاق حول برنامج طهران النووي.
ومن جانبها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، أن “إيران بدأت إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في مجمّع فوردو النووي”.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان “في تقريره الأخير للدول الأعضاء، أعلن المدير العام رافائيل ماريانو غروسي إن إيران بدأت إنتاج يورانيوم عالي التخصيب في مجمع فوردو النووي، ليضاف ذلك إلى الإنتاج في نطنز منذ نيسان 2021″، نقلا عن فرانس برس.
وأوردت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية “إسنا” أن “إيران بدأت ولأول مرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في مجمّع فوردو النووي”.
وأعلنت إيران هذا الأسبوع أنها “تتخذ إجراءات للرد على قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد عدم تعاون طهران مع الوكالة”.
ويلزم لصنع قنبلة ذرية يورانيوم مخصب بنسبة 90%، لذا فإن التخصيب بنسبة 60% يُشكّل خطوة مهمة نحو تخصيب اليورانيوم إلى المستوى المستخدم في صنع الأسلحة.

وأبرمت إيران في العام 2015 اتفاقاً بشأن برنامجها النووي مع ست قوى كبرى هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، بعد أعوام من التوتر والمفاوضات الشاقة.
وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على وقف تشغيل مجمّع فوردو والحدّ من تخصيبها لليورانيوم إلى عتبة 3.67%، وهو ما يكفي لمعظم الاستخدامات المدنية، في إطار حزمة من القيود المفروضة على أنشطتها النووية بهدف منعها من تطوير سلاح نووي.
وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، في مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
لكن مفاعيل الاتفاق انتفت تقريباً مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده من الاتفاق عام 2018، وإعادة فرض عقوبات قاسية على إيران.
وبعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، بدأت إيران بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق. وأعادت تشغيل مجمع فوردو المقام تحت الأرض والواقع على مسافة 180 كلم جنوب طهران في 2019 وتم تعديله لزيادة كفاءته.
وفي 2021، أعلنت إيران عن “بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في مجمّع فوردو”. وفي نيسان 2021، أعلنت عن “بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في مجمع نطنز (وسط)”.
وعبّر الرئيس الأميركي جو بايدن عن “رغبة واشنطن في إحياء الاتفاق، وبدأت مباحثات لهذا الغرض في أبريل 2021. وتعثر التفاوض مطلع أيلول 2022، مع تأكيد الأطراف الغربيين أن الرد الإيراني على مسودة تفاهم كان غير بنّاء”.
وفي أواخر الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إن “الأمل ضئيل بإحياء الاتفاق النووي بسبب الأوضاع التي يواجهها النظام الإيراني حالياً، في إشارة إلى الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ نحو شهرين على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني (22 عامًا) بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق في طهران”.
وبُني مجمّع فوردو تحت الأرض، في محاولة لحمايته من الضربات الجوية أو الصاروخية من قبل أعداء إيران.
ولم تستبعد إسرائيل أن “تقوم بعملية عسكرية إذا رأتها ضرورية لمنع إيران من اكتساب القدرة على تطوير أسلحة نووية”.​