“عيدا عالشتويّة” تجذب العملة الصعبة لاقتصادٍ مُنهَك

5 مليارات دولار من السياحة.. تسبق مليارات صندوق النقد!

3 ديسمبر 2022
“عيدا عالشتويّة” تجذب العملة الصعبة لاقتصادٍ مُنهَك
ميريام بلعة

“بجنونَك بحبَّك” و”أهلا بهالطلةّ”.. واليوم “عيدا عالشتويّة” حملات سياحية يُطلقها وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصّار في مسعى حثيث لإنقاذ ما تبقى من قطاعات اقتصادية في لبنان تعوِّل على الحركة السياحية لإنعاش وارداتها أملاً في الصمود والاستمرارية…

تلك الحملات انكبّ وزير السياحة بمعيّة أركان القطاع السياحي على إنجاحها لتغطية فشل الطبقة السياسية في وضع خطة إنقاذية تُنشل البلاد من القعر… فحصدت 5 مليارات دولار وهو رقم “كبير” في الاقتصاد، قياساً على الانهيار المالي والشلل الاقتصادي والتفاقم المضطرد للأزمة الاجتماعية والمعيشية المُرهِقة.

فبدل التعويل على المليارات الثلاثة التي سيأتينا بها صندوق النقد الدولي، إذا ما أتت، سجّل القطاع السياحي اللبناني في مرمى الدخل القومي 5 مليارات دولار تُعيد النَفَس للعجلة الاقتصادية التي كادت تصدأ من جمود مُدقع وشلل بات مصيريّاً…

“عيدا عالشتويّة” حملة كشف عنها النقاب الوزير نصّار، شبيهة بحملة “بجنونَك بحبَّك”، على أن تنطلق في 15 كانون الثاني 2023 بحسب ما نقل عنه رئيس نقابة السفر والسياحة جان عبود عبر “المركزية”، “هذا التوقيت حدّده الوزير كونه الموسم المنخفض لقطاع الطيران، للتمكّن من تأمين الأسعار المنافِسة بامتياز”.

لكن الفارق بين “عيدا عالشتويّة” و”بجنونَك بحبَّك” بحسب عبود، أن “الفترة الزمنية لتطبيق الحملة الأخيرة امتدت 30 يوماً وبدأت عملية التسويق لها قبل 10 أيام فقط من انطلاقها، أما الحملة الجديدة المرتقبة في العام 2023 فتطبيقها يمتد شهرين ونصف الشهر تقريباً على وقع حملة ترويج أكبر وأوسع من السابقة”.

ويُضيف: ننتظر الأسعار من شركة الطيران الوطنية كي نحدّد رزمة الأسعار، ومن المُتوقع إنجازها في غضون 15 يوماً.

حركة نشيطة في المطار..

ويبشّر عبود في السياق، بحركة ناشطة خلال الأعياد المقبلة، ويقول “هناك 20 و25 يوماً ستُعيد مشهديّة الحركة السياحية التي شهدها موسم الصيف وتحديداً خلال أشهر تموز وآب وأيلول”، كاشفاً عن حركة وصول نشيطة جداً في مطار بيروت، “إذ يُسجَّل منذ نحو 10 أو 15 يوماً وصول 95 طائرة يومياً بملاءة 16 إلى 17 ألف راكب.. وهذا مؤشّر إيجابي”.

أما المؤشر الأفضل فيكمن بحسب عبود، في “ارتفاع نسبة العرب والأجانب الوافدين من 20% و25% إلى 35% و38% من مجموع الركاب القادمين، وغالبية الركاب العرب من الجنسية الأردنية والعراقية والمصرية، أما النسبة الخجولة فتعود إلى الخليجيين والكويتيين. في حين أن نسبة الركاب الأوروبيين ارتفعت من 25% إلى 30% لكن على شكل أفراد وليس مجموعات… وهذا مؤشر جيّد، فالقطاع السياحي يعوّل عليهم كونهم يؤمِّنون العملة الصعبة في السوق المحلية، بما أن عددهم يزداد ومهما أنفقوا من أموال بالعملة الصعبة يبقى مُربحاً للقطاع السياحي”.

ويكشف عن “مساهمة القطاع السياحي في الدخل القومي منذ مطلع العام حتى اليوم بما قيمته 4،5 مليار دولار، ومن المؤكَّد أن يحقق شهرا كانون الأول والثاني ما يناهز الـ500 مليون دولار ليصل المبلغ إلى 5 مليارات دولار، وذلك يعود إلى حلول عيدَي الميلاد ورأس السنة حيث الهدايا والسهر وريادة المطاعم… فهذا رقم كبير لا يُستهان به”.

* * *

المصدر المركزية