كتب صلاح سلام في” اللواء”: لم يكن لدى لبنان، المدعو بأزماته المتنوّعة وشحوب حضوره العربي والدولي لحضور القمّة العربية الصينية، ما يقوله من قَبيل مقاربة أي من الميادين المتشعبة التي قد يوفرها حضور العملاق الإقتصادي الصيني، أو خلال اللقاء القصير الذي جمع الرئيس نجيب ميقاتي بسمو الأمير محمد بن سلمان، فالقمّة بدورها ليست منصّة لمساعدة الدول المتعثّرة وتقديم القروض والمساعدات. ما أكّده البيان الختامي من «حرص على أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية، وأهمية إجراء الإصلاحات اللازمة والحوار والتشاور بما يضمن تجاوز لبنان لأزمته تفادياً لأن يكون منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية أو مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات»، يختصر كلّ المواصفات «التفاضلية» لما يسمى بالدولة اللبنانية. كذلك فإنّ العبارات التي أدرجها البيان هي النسخة الرائجة عن «السيرة الذاتية للبنان» والمعتمدة لدى المنظّمات الدولية ولدى الدول الوازنة على حدٍّ سواء، والتي لا يمكن أن تشكّل جواز مرور للبنان الدولة الى رؤية 2030 أو ليكون محطة على طريق الحرير الجديدة.
إنّ الحوار الذي دعا إليه البيان الختامي للقمّة والمقرون بضرورة إجراء الإصلاحات وبلوثة التنظيمات المسلّحة والأعمال الإرهابية وتهريب المخدرات والذي إشرأبت أعناق السياسيين اللبنانيين لمباشرة الإستثمار به، لا يلاقي بأي شكل من الأشكال الحوار «بالمواصفات اللبنانية المعروفة» الذي يدعو إليه رئيس المجلس النيابي وتتشاور الكتل النيابية حول إجرائه.