لا يزال اللقاء الذي عقد بين رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل امس الاول محور متابعة ورصد ، لمعرفة مدى انعكاساته على مجمل الواقع السياسي وتحديدا ملف انتخابات رئاسة الجمهوربة.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» : ان اللقاء «يندرج باطار ارساء نوع من التهدئة عشية الاعياد، مع استبعاد ان تكون له مفاعيل في السياسة»، كاشفة «ان المجتمعين اكدوا على اولوية انتخاب رئيس للجمهورية دون الدخول في التفاصيل». وذكرت المصادر بلقاء جنبلاط- حزب الله بعد الانتخابات النيابية، وهو لقاء اعتقد البعض انه ستكون له مفاعيل «رئاسية»، لكن تبين ان لكل طرف مرشحه ولم يغير التلاقي شيئا في قناعات كل فريق، وهذا ما سيحصل على الارجح الآن مع اجتماع باسيل – جنبلاط».
وقال احد نواب «التقدمي الاشتراكي» الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ «الديار»: «نحن نقوم بما علينا لجهة الانفتاح على الجميع وتلبية اي طلب للتلاقي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي ترزح تحتها البلاد، لكن في نهاية المطاف مواقفنا واضحة ولن نحيد عنها وان كنا سنحاول اقناع الآخرين ومن بينهم باسيل بها».وكتبت” النهار”: غداة اللقاء عكست المعطيات التي تسرّبت عنه عدم تحقيق نتائج يعتدّ بها علماً أنّ الاشتراكي أكّد أنّه على مقاربته للملفّ الرّئاسي مع انفتاحه على الحوار مع الجميع. وفي هذا السياق، أوضح عضو اللّقاء الديموقراطي النائب بلال عبد الله أنه خلال لقاء باسيل – جنبلاط “لم يحصل نقاش بالاسماء للرئاسة”، مؤكداً أنّ “المقاربة الرئاسية للحزب الاشتراكي لم تتغيّر ولكنها ليست موضوعاً خشبيّاً جامداً وليس هذا اللّقاء هو ما فتح لنا منافذ الحوار فنحن منفتحون منذ البداية وثوابتنا لم تتغير”. وأكّد أنّ “اي لقاء بين قوى سياسية، خاصة القوى المتخاصمة، موضوع ايجابي بكل ما للكلمة من معنى، وخطاب الحزب الاشتراكي هو الحوار والانفتاح ولبننة الاستحقاق الرئاسي”، مضيفاً “لقاء باسيل – جنبلاط لا يجب أن يكون محطة استفسارات واجتهادات وهو لقاء طبيعي”.
وكتبت سابين عويس في” النهار”: البند الأساسي للقاء بحسب أوساط جنبلاط يتمثل في ضرورة الحوار لإخراج البلاد من الدوامة القاتلة التي يعيش فيها. لا يعني ذلك أن جنبلاط يسعى الى القيام بدور وسيط أو تسهيل لفتح قنوات التواصل على مستوى الثنائي المسيحي، المعنيّ مباشرة بالاستحقاق الرئاسي. هذا يفسّر رفض الأوساط ربط التزامن بين اللقاء وبين إيفاد جنبلاط للنائب وائل أبو فاعور الى معراب.أما على المقلب الآخر، فالبند الأساسي لباسيل يتمثل بالرئاسة، في إطار عملية التطويق التي يقوم بها في وجه المرشح سليمان فرنجية.لكن الأكيد أن باسيل لن ينجح في خرق جدار التحالف القائم ضدّه في الملف الرئاسي من باب كليمنصو، حتى لو كانت الكلفة منع التمديد للعرم، كما أن الأكيد أن جنبلاط لن يرتضي أن يكون هو من يكسر عزلة باسيل، وهو المدرك تماماً أنه رغم قوة الرجل وموقعه، ليس في وارد أن يقدّم شيئاً للآخرين!واوضح النائب في «الاشتراكي» هادي أبو الحسن خلفيات اللقاء وما قد ينتظر من نتائجه، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاء أتى بطلب من باسيل الذي طرح الأمر منذ فترة طويلة ولم تتوافر الظروف المناسبة قبل ذلك لانعقاده، وبعد تكرار الطلب عقد في منزل مدير تلفزيون (إل بي سي) بيار الضاهر (والد زوج ابنة جنبلاط)». ويضيف: «وتلبية الدعوة أتت من منطلق ثابت لدينا ولطالما كنا دعونا له وهو الحوار، والهدف هو إيجاد مساحة مشتركة بين اللبنانيين لنضع تصوراً واضحاً للإصلاح وانتظام العمل في المؤسسات الدستورية وأولها الانتخابات الرئاسية ومن ثم إيجاد تشكيل الحكومة»، مشدداً على أن كل ما حكي عن لقاء مصالح لتمرير تعيينات غير دقيق وليس صحيحاً.وفي رد على سؤال عما سيأتي بعد هذا اللقاء وكيف يمكن تقييمه، يقول أبو الحسن: «لا بد من التأكيد على أن اللقاء لم ولن يؤثر في تحالفاتنا، لكن الأهم أن الأمور تبقى في النتائج العملية من خلال مواقف الطرف الآخر ليبقى الحكم عليها في النهاية»، أما نحن فموقفنا ثابت من مقاربة الاستحقاق الرئاسي والحوار لا بد أن يبقى مستمراً مع الجميع إلى حين التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية يؤمن بالإصلاح ويتكامل مع الحكومة ويؤمن بالطائف، وسنرى الطرف الآخر كيف سيتجاوب مع طروحاتنا».وفيما يشير إلى عدم تفاؤله بإمكان تجاوب باسيل مع هذه الطروحات، يقول أبو الحسن: «حصل لقاء قبل نحو شهر بين كتلتي (الوطني الحر) و(اللقاء الديمقراطي) وكان نقاشاً مستفيضاً بالعمق، وقلنا كل ما يجب أن يقال دون تحفظ، لكن لم نلمس تبدلاً في خطاب الفريق الثاني بحيث إن المطلوب منه الإيجابية على الأرض عبر تسهيل الانتخابات والتعامل بإيجابية مع موضوع الحكومة».وعما إذا كان قد طرح موضوع رئاسة الجمهورية مع رئيس «الوطني الحر»، قال أبو الحسن: «البحث بقي ضمن الإطار العام، ولم ندخل في الأسماء علماً بأن باسيل يعرف موقفنا، ويعرف أن مرشحنا اليوم هو النائب ميشال معوض الذي لن نتركه، ونحن منفتحون في الوقت عينه للتحاور مع الآخرين لإيجاد شخص توافقي يلبي طموحات الشعب اللبناني بالتنسيق مع معوض».وفي الإطار نفسه، أكد النائب في «الاشتراكي» بلال عبد الله، أنه لم يحصل نقاش بالأسماء للرئاسة خلال لقاء جنبلاط – باسيل، مؤكداً «أن المقاربة الرئاسية للحزب الاشتراكي لم تتغير ولكنها ليست موضوعاً خشبياً جامداً، وليس هذا اللقاء هو ما فتح لنا منافذ الحوار فنحن منفتحون منذ البداية وثوابتنا لم تتغير».وأكد أن «أي لقاء بين قوى سياسية، خاصة القوى المتخاصمة، موضوع إيجابي بكل ما للكلمة من معنى، وخطاب الحزب الاشتراكي هو الحوار والانفتاح ولبننة الاستحقاق الرئاسي ولقاء باسيل – جنبلاط يجب ألا يكون محط استفسارات واجتهادات وهو لقاء طبيعي».