غريب عجيب أمر الاعلام المر. فهو لم يتعلم من تجربته الطويلة أن يتصرف كمنبر اعلامي مسؤول وراق، لا كمجرد وسيلة تتطاول على الناس وتبتزهم بالترهيب او الترغيب.
مَن تابع مقدمة نشرة الاخبار المسائية ليل أمس، خرج بانطباع مفاده، إما أن كاتب المقدمة جاء حديثا الى المحطة ولم يتابع ما يحصل فيها وعلى شاشتها منذ أشهر، أو أنه يعتقد المشاهدين سذجا ليصدقوا ان ما يقال عن رئيس الحكومة هو “نقد موضوعي وبناء”.
لا يا حضرة القيّم على الاعلام المر، ما تقومون به منذ أشهر هو تشويه سمعة رئيس الحكومة والتجني عليه والتطاول على كرامته والتحريض الذي يصل الى حد تهديد امن رئيس الحكومة وسلامته، وهي ملفات سيكون القضاء ساحتها لاحقاق الحق وتبيان الحقائق.
أما حديثكم عن النقد الموضوعي فيدحضه منبركم المفتوح لكل من شاء على كل انواع التهجم والتطاول على رئيس الحكومة. ومن يتابع حلقاتكم اليومية او الاسبوعية وسوق العكاظ المفتوح على الشتم والسخرية والضحك المبتذل، حفظ تماما “النقد الموضوعي والتعابير اللائقة التي تستخدمونها”، كما تزعمون، وعبّر عبر كل وسائل التواصل المتاحة عن “قناعته بأن الحملة بريئة وللمصلحة العامة ليس الا”.
لا يا حضرة الاعلام المر، ما تفعلونه ليس “انتقادا ضروريا لتقويم الاداء” بل تطاول موصوف على رئيس الحكومة وعائلته.
وما كتبناه ليس شتائم واهانات، بل هو حصيلة بحث عن اقل التعابير قساوة في الرد على ما تفعلونه من دون رادع اخلاقي او مهني او شخصي حتى.
يا حضرة الاعلام المر، لو كنتم في “تقاريركم تبرزون وثائقَ ومستندات”، كما تزعمون، وتتعاطون بموضوعية لما لجأتم الى الكذب “باتهام رئيس الحكومة بشراء شقق بالجملة بقروض سكنية مدعومة من مصرف الاسكان”، وانتم تعلمون انها قروض تجارية من مصرف تجاري جرى تسديدها وفق الاصول. وهدفكم من هذا “الكذب الموصوف هو تحريض الناس على رئيس الحكومة من خلال زعمكم انه هرّب قروضا سكنية مدعومة من مصرف الاسكان من امام ناس في أمس الحاجة اليها”.
لا يا حضرة الاعلام المر
انتم تعلمون تماما ان ما نقوله عن الابتزاز صحيح ودقيق ولكن الاخلاق الشخصية والمهنية تمنعنا حتى الساعة من القول اكثر من ذلك، لعلكم ترتدعون، ومن مصلحتكم ان تقفلوا هده الصفحة لانها تكشف جوانب غير مشرقة في مساركم.
الناس باتت مدركة جيدا لخفايا النهج التحريضي الذي تعتمدونه، ووحده القضاء هو الرد الامثل على ما تزعمون وتلصقونه من اتهامات برئيس الحكومة.
أما قولكم إن المحطة “لم تعمل يوما الا وفق ضميرها” فهو ناقص وينبغي اضافة تعبير “الضمير الغائب” عليه، لانكم تتقصدون تهديد وابتزاز شخص يتحمل المسؤولية الوطنية والاخلاقية في أصعب مرحلة من تاريخ لبنان .
ختاما تبقى كلمة للقيّم على الاعلام المر: أنت تعلم تماما، وبتجربة شخصية، أن مَن يتعاونون مع الرئيس ميقاتي هم أشخاص يتحلون بالاخلاق الوطنية والشخصية والكرامة وعزة النفس والجرأة لرد كل تطاول عليهم، فانتبه من “جوقتك الاعلامية” التي تقودك الى الحضيض وتتنقل من شاشة الى شاشة.
أطال الله بعمر مَن كان يتقن فن الكلمة الصادقة والاعلام الموضوعي والحر وقاد المعارك الاعلامية المشرّفة التي يفخر بها كل لبناني حر، وكان الغِيَاثُ في زمن الشدة وكل زمن.