للمرة الاولى منذ اشهر، استطاعت القوات اللبنانية استعادة المبادرة السياسية والاعلامية من التيار الوطني الحر الذي استطاع مؤخرا السيطرة على الخطاب المسيحي ان كان برفعه لواء الميثاقية والصلاحيات في اكثر من ملف واستحقاق او من خلال خلافه مع اكثر من قوة سياسية وعلى رأسهم حزب الله.
وجدت القوات اللبنانية نفسها مضطرة ان تصطف الى جانب التيار الوطني الحر في الاسابيع الماضية بالرغم من خلافها الكبير معه، لكن الشعارات ذات الطابع المسيحي التي رفعتها ميرنا الشالوحي جعلت من القوات غير قادرة على التمايز كثيراً في محاولة لعدم التعرض لاي خسارة شعبية.
لكن قضية ويليام نون وارتباطها بإنفجار مرفأ بيروت جعلت القوات تحصل على فرصة ذهبية، اذ قامت معراب بالاستفادة من الحدث بالشكل الامثل وذهبت بعيدا في التضامن مع نون، حيث تحرك نواب القوات ميدانيا في ظل مساعي حزبية دائما لزيادة الحضور الشعبي القواتي في التحركات.
تمكنت معراب من تحريك الرأي العام المسيحي مجددا حول قضية تتبناها هي، خصوصا ان هذه القضية والتحركات الداعمة لها لم تركز على القوى السياسية التي لا تريد القوات الذهاب الى اي خلاف معهم بل تم التصويب على القضاء بشكل اساسي وعلى بعض الأجهزة الامنية.
وبعكس ما فعلته القوات خلال الاسابيع الماضية، كان التيار في مواجهة خطاب القوات ولم ينحن للعاصفة الشعبية، اذ تبنى ودعم بشكل او بآخر خطوة توقيف نون وظهر ذلك من خلال المحللين السياسيين والاعلاميين المقربيم منه وحتى الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
هكذا تكون القوات قد عادت الى الخطاب القديم الذي استطاعت من خلاله في السنوات الماضية التقدم شعبياً، في حين ان التيار لم يستطع الخروج اعلاميا من دائرة السلطة، فبالرغم من مقاطعته الحكومة ومن انتهاء عهد الرئيس ميشال عون الا ان التيار لا يزال يتعامل كأنه الطرف الحاكم والمدافع عن قرارات الاجهزة والدولة.
سيستمر الكباش السياسي المسيحي بشكل الحالي الى مرحلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية لان الواقع السياسي سيفرض عندها على مختلف القوى الذهاب الى بدائل سياسية للتعامل مع المرحلة الجديدة وفتح ابواب الحوار مع الجميع.