30 مليون ليرة الحدّ الأدنى المفترض تحديده للعائلة

17 يناير 2023
30 مليون ليرة الحدّ الأدنى المفترض تحديده للعائلة


كتبت باتريسيا جلاد في”نداء الوطن”: منذ بدء الأزمة المالية في تشرين الأول 2019 لغاية اليوم تآكلت الأجور بنسبة فاقت الـ35% في أفضل الأحوال إذا ما احتسبنا أن الأجر اليوم بات يساوي في حدّه الأدنى كما أقرّت لجنة المؤشر الأسبوع الماضي 4,500 ملايين ليرة لبنانية، أي أقلّ من 100 دولار (استناداً الى سعر صرف السوق السوداء الحالي والبالغ 49 ألف ليرة، بعدما كان بقيمة 450 دولاراً في “أيام العزّ” حين كان سعر الصرف المعتمد 1500 ليرة لبنانية.

وذلك الراتب أو الحدّ الأدنى يشمل نحو 450 مستخدماً منتسباً الى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي. أما الرواتب المرتفعة والتي تحتسب وفق الشطور فباتت نسبتها تساوي 10% من قيمتها الفعلية.لكن ما هو الحدّ الأدنى للرواتب والأجور الذي تحتاجه أسرة واحدة للتمكّن من البقاء على قيد الحياة؟بيّنت دراسة أجراها الإتحاد العمالي العام حينما كان سعر صرف الدولار في السوق السوداء بقيمة 35 ألف ليرة حول قيمة الحدّ الأدنى للأجر لبقاء الموظف على قيد الحياة، أن الحدّ الأدنى لعائلة مكوّنة من 5 أفراد للاستمرار على قيد الحياة فقط ضمن درجة الفقر وليس للتمكّن من العيش الكريم، يبلغ 20 مليون ليرة.

وهذا الرقم توصّلت إليه دراسة “الدولية للمعلومات” أيضاً استناداً الى سعر صرف للدولار بقيمة نحو 37 ألف ليرة، فتبيّن أن العائلة تحتاج الى 23 مليون ليرة شهرياً. وذلك للتمكّن من تسديد فاتورة كهرباء بقيمة مليونين ونصف المليون لساعة بقدرة 3 أمبيرات توفّر فقط الإنارة وبراداً وتلفزيوناً، وتلبية حاجات السكن والطبابة والتعليم.ومبلغ الـ20 مليون ليرة المفترض الإرتكاز عليه يصل الى 30 مليوناً بعد زيادة نسب التضخّم ليس محلياً فقط بل عالمياً بفعل الحرب الروسية الأوكرانية إذ ارتفعت الأسعار العالمية بنسب تتراوح بين 20 و25% وبذلك أصبح كل دولار أميركي يساوي 1,25 دولار، ما زاد من حالة لبنان سوءاً من دون إغفال دور العوامل السياسية والمضاربات والخسائر الكبيرة التي تلاحق العملة الوطنية مقابل سعر صرف الدولار الأميركي والتي تحقّق أرقاماً قياسية في تاريخ لبنان.رواتب دون المليون!

إشارة الى أنه لا يزال هناك أفراد يتقاضون حتى الساعة رواتب تتراوح بين 600 و900 ألف ليرة لبنانية ومليون ليرة شهرياً أي نحو 15 دولاراً و20 دولاراً وفق سعر صرف بقيمة 49 ألف ليرة.فالعامل بوزارة الشؤون الإجتماعية وتحديداً في برامج الأسر الأكثر فقراً يتقاضى 800 ألف ليرة شهرياً، أما رواتب المياومين الذين يقدّمون خدمات صيانة وينجزون التصليحات في الجامعة اللبنانية فيبلغ راتب كل منهم 700 ألف ليرة.حتى أن مياومي مقدّمي خدمات الصيانة في مؤسسة كهرباء لبنان لدى شركة “لينا متى”، لا يزالون يتقاضون 40 ألف ليرة لبنانية يومياً أي أقلّ من دولار واحد قيمة أجرهم اليومي.أما عمّال غبّ الطلب بمؤسسات المياه في لبنان فتتراوح رواتبهم بين 800 ألف ليرة ومليون ليرة.وكذلك الأمر بالنسبة الى عمّال مرفأ بيروت الذين أصبحت رواتبهم بعد الزيادة التي أضيفت إليها، بقيمة مليوني ليرة لبنانية شهرياً.