بلى هكذا كان الاتفاق مع البطريرك

24 يناير 2023
بلى هكذا كان الاتفاق مع البطريرك


بح صوت رئيس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وهو يكرر ان الحكومة ليست في وارد الحلول مكان رئيس الجمهورية وانها تقوم بالمهام المطلوبة الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومع ذلك يصر البعض على قول العكس في محاولة واضحة لتحويل الانظار عن عدم توافق القيادات والنواب الموارنة اولا على كيفية ولوج هذا الاستحقاق وتعثر المجلس النيابي في انتخاب رئيس.
لكن الاخطر في هذا الموضوع اصرار بعص المحيطين بالبطريرك الماروني الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي على اللعب بنار الفتنة، وخلق اجواء انقسام طائفي بغيض، مما يحتم التحذير من خطورة هذا النهج في هذا الظرف العصيب.
بالامس في لقائه مجلس نقابة الصحافة، فتح رئيس الحكومة بعض الملفات في ما يتعلق بالفريق الذي يتزعم “شعار الميثاقية وحقوق المسيحيين”، فكشف أنه أبلغ النائب جبران باسيل في لقاء جمعهما بعد انعقاد أول جلسة لمجلس الوزراء إثر الشغور الرئاسي، أن سبعة من أصل 12 وزيراً مسيحياً في حكومته يشاركون في هذه الجلسات، فأجابه الأخير “ليس كل من رسم شارة الصليب على وجهه مسيحي”.
كما استغرب ما قاله البطريرك الراعي عن وجود رغبة في شغور مراكز مسيحية ليأخذها مسلمون، معتبراً أن “العكس هو الصحيح؛ فثمة مراكز كان يشغلها عرفاً المسلمون انتقلت بالنيابة إلى مسيحيين بعد شغورها، منها التفتيش القضائي الذي كان يشغله سني وانتقلت إلى مسيحي، ورئاسة المحكمة العسكرية التي يشغلها شيعي وانتقلت أيضاً إلى مسيحي”. ويلقي باللوم في تكوّن تلك الصورة في ذهن البطريرك على “الذين يهمسون له بمعلومات خاطئة ومضللة”.
ما قاله الرجل يؤشر الى أن صبره على الحملات والتجني لن يطول، وانه اذا استمرت عملية  التضليل فسيكشف كل تفاصيل ما جرى وما اتفق عليه مع البطريرك الماروني في الخلوات الثلاث التي عقدت بينهما بعد الفراغ الرئاسي.
وفي السياق ذاته كان لافتا اصرار من يتلطون تارة خلف “اوساط كنسية ” وطورا “مصادر مُطّلعة ” على صب الزيت على النار والدفع باتجاه الفتن الطائفية.
وجديد ما قاله هؤلاء صمن مقال صحافي لا يعبر عن “أساس المشكلة” انه ما عاد في مستطاع ميقاتي أن “يلبس ثوب الحمل في تعبيره عن عدم نيّته استفزاز المكوّن المسيحي بعدما سبق أن وعد بذلك في مجلس النواب ونكث بوعده.”
مصادر حكومية معنية ترد على هذا الكلام بالقول “ان من يخلق الاستفزاز هو من يستعير كلام الانجيل عن “الحمل الوديع” لاستغلاله في حملاته السياسية. وحري بمن يجتزأ كلام الانجيل ان يكمل الآية التي تقول “كونوا ودعاء كالحملان وحكماء كالحيات”.
ولكن يبدو ان هذا البعض يصر على نفخ سمومه كالحيات لاحداث فتنة لن يكون احد في منأى عنها”.
وتعلق الاوساط الحكومية على ما تزعمه “المصادر المطلعة” من انه “ما هكذا كان الاتّفاق بين ميقاتي والراعي” وان البطريرك قلق ممّا آلت إليه إجراءات الحكومة”. وتقول الأوساط “بلى هكذا كان الاتفاق واكثر، ولكن يبدو ان المحيطين بصاحب الغبطة او المقربين منه نسيوا او تناسوا ان من واجب “الكبار” ان تكون كلمتهم كلمة يكون وقعها مدويا، ويحسم البلبلة والجَلَبة، خاصة في الاوقات الصعبة”.