باسيل راح لبعيد ضد حزب الله، فهل ستتغير المعادلة؟

31 يناير 2023
باسيل راح لبعيد ضد حزب الله، فهل ستتغير المعادلة؟


لا يترك رئيس “التيار الوطني الحر”جبران باسيل مناسبة إلا ويؤكد استحالة عودة الامور إلى ما كانت عليه مع حزب الله. ويبدو أن المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل اخطأ الظن عندما اعتبر أن التيار الوطني الحر يسير وحزب الله في اتجاه واحد وليسا في حالة تصادم، فالمؤتمر الصحافي لرئيس التيار الوطني الحر نسف كل ما حكي عن أجواء إيجابية أحاطت لقاء ميرنا الشالوحي وان للبحث صلة.

ذهب باسيل بعيداً في تكريس الخلاف مع حزب الله، متهما اياه بأنه جزء من منظومة ادعى انها تعمل على اقصاء المسيحيين وضرب الشراكة الوطنية المتوازنة ولا تريد تنفيذ الطائف واللامركزية. فتذكير باسيل بمرحلة التحالف الرباعي والبناء عليها راهنا، وتعبئة الساحة المسيحية بأفكار خاطئة ليست مطروحة عند حزب الله او غيره من القوى السياسية وتحويل الاشكال الحاصل في البلد حول جلسات مجلس الوزراء من سياسي إلى ميثاقي مسيحي – اسلامي، كل ذلك الغاية منه تعميق الصراع وتأجيج الشارع من اجل الدفاع عن مصالحه ولو احترق البلد.في المقابل، تعمد باسيل مغازلة رئيس حزب القوات سمير جعجع، بارساله اشارات في اكثر من اتجاه لم تستثن بكركي التي دعاها لجمع الكلمة، ورفض اي تخط لهذه الكلمة. يحاول باسيل ان يضع نفسه في تموضع جديد مسيحي- مسيحي، عندما يقول “على المسيحيين مسؤولية ان يتفقوا، لأن بإتفاقهم يقدرون بهذا النظام، أن يحققوا خيارهم، فمن المؤكد أن الأفضل للموقع ان تكون شرعية تمثيله، منه وفيه، وليست مستعارة؛ ولكن بحال التعذر، مثل اليوم، فعلى الأقل يكون مدعوما من القوى صاحبة التمثيل”، علما ان جعجع لم يتوقف ملياً عند هذا الكلام لاقتناعه المطلق ان حسابات باسيل ضيقة ومردها افتراقه مع حزب الله حول الملف الرئاسي، فضلا عن ان معراب تجزم ان ليس هناك اي شيء مشترك يجمع بينها وبين ميرنا الشالوحي على مستوى الرؤى تجاه ملفات الداخل والاصلاحات.سيفكر باسيل جدياً بالترشح لرئاسة الجمهورية للتمسك بأحقية التمثيل، وحتى لو لم يكن لديه حظوظ، وفي هذا الكلام اراد باسيل مجددا وضع حزب الله امام اختبار الاختيار بينه وبين رئيس تيار المرده سليمان فرنجية الذي يعتبر بالنسبة للتيار الوطني جزءا من المنظومة، مع الاشارة الى ان الخليل خلال لقاء ميرنا الشالوحي توجه لباسيل عند الحديث عن الملف الرئاسي بالقول “انت قلت للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال لقائكما في تشرين الاول الماضي انك لست مرشحا لرئاسة الجمهورية”، فرد باسيل “انا قلت حتى الان”.أوساط سياسية مقربة من الثنائي الشيعي تؤكد لـ”لبنان24″ ان ما قاله باسيل عن ترشحه لن يغير في الواقع بشيء، فحتى لو احرج حزب الله فهو يعلم ان لا فرص لديه في الداخل نظرا لخلافاته مع غالبية الكتل السياسية، وبالتالي، فإن تفكيره بالترشح موجه بالدرجة الاولى إلى عدد من نواب تكتل لبنان القوي الذين تراودهم فكرة الترشح لرئاسة الجمهورية ضاربا ضرب الحائط احلامهم الرئاسية، قائلة: باسيل سيكون الخاسر الاكبر والوحيد اذا استمر في رفع جرع الاتهام ضد حزب الله الذي ادى قسطه للعلى تجاه التيار الوطني الحر ورئيسه.ومع ذلك، ثمة من يعتبر ان باسيل يراهن على متغيرات اقليمية ودولية خلال الشهرين المقبلين من شأنها أن تفرض معادلات جديدة في البلد تقوده إلى قصر بعبدا كرئيس للجمهورية، علما ان المعارضين لباسيل يعتبرون ان ضباب الاوهام يتعاظم في رأسه،وانه لن ينجح في تعويم نفسه مهما استنجد بالوسطاء لترتيب علاقاته مع الخليج وواشنطن، وسوف يتجرع كأس رهانات الخاطئة بمرارة.ومع ذلك، لقد اعلن باسيل في مؤتمره “أننا وضعنا مسودة بأسماء من دون تبنيها ومن دون التمسك بأي واحد منها، وقد بدأنا بالتواصل مع الكتل للتوافق معها على مجموعة أسماء، على قاعدة الأنسب والأقدر والأصلح لتأمين التوافق عليه من دون تحدٍ، وندعو للتشاور بعجلة، للتوافق على على لائحة مصغرة من الأسماء للاتفاق على واحد منها، أو للتصويت لها بحال تم التعذر على الاتفاق على إسم واحد منها. وبحال لم نلق نتيجة سندرس المواقف لأي مرشح يصل، بشرط أنه ،قبل انتخاب الكتل المؤيدة له، التعهد بتنفيذ مطالب إصلاحية فيها خير لجميع اللبنانيين، وأبرزها قانون اللامركزية وقانون استعادة الأموال المحولة وغيره”.لا شك ان الطرح الاول الذي يتضمن مجموعة من الاسماء التي طرحها باسيل، لا تلاقي تجاوبا من معظم القوى السياسية، الا ان الطرح الثاني تدور حوله تساؤلات عديدة، هل يقبل باسيل بوصول رئيس تيار المرده إلى رئاسة الجمهورية اذا حصل على ضمانات من الثنائي الشيعي حيال اللامركزية واستعادة الاموال المحولة وغيرها من المطالب التي يضعها؟ وبالتالي يكون هو صانع الرئيس ونجح في فرض شروطه؟ وهل ينطبق الامر على قائد الجيش العماد جوزاف عون اذا حصل على ما يريد في المراكز الاساسية التي تخص الموارنة في الدولة واداراتها ايضاً؟ ام انه سيبقى متشبثا بموقفه الرافض لفرنجية وعون مهما تعاظمت المغريات وان طرحه يتجاوزهما إلى مرشح ثالث؟الاكيد، ان لا رئاسة في المدى المنظور، وان باسيل سيستمر في خوض اشرس المعارك في وجه قائد الجيش الذي بدأ يحظى برافعة محلية معطوفة على الرافعة الخارجية بعدما ذهب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى طرح اسمه وسط معلومات تشير إلى ان النائب وائل ابو فاعور لمس دعما سعوديا لقائد الجيش خلال زيارته الاخيرة للرياض. والاكيد ايضاً أن حزب الله سيبقى متمسكا بترشيح فرنجية الذي يتحكم عامل الوقت بوصوله إلى قصر بعبدا، خاصة وان الاخير يراهن بدوره على متغيرات اقليمية من شأنها ان تحدث خرقا في عملية التصويت داخل البرلمان، في حين ان ثمة وجهة نظر مغايرة تعتبر ان اطالة امد الفراغ اذا ترافق مع خضة امنية معطوفة على استفحال الازمة المالية والنقدية، من شأنها ان تغير في مسار التسويات وتخلق واقعا جديدا.