ضرب زلزالان قويان جنوب ووسط تركيا و شمال سوريا، في السادس من فبراير 2023،
حيث وقع الزلزال الأول في مدينة غازي عنتاب و بلغت قوته 7.8 درجات بحسب مقياس
ريختر، و وقع ثاني زلزال بعد سبع ساعات من الأول في مدينة كهرمان مرعش بقوة 7.5
درجات، فيما شعر به سكان لبنان و مصر و قبرص.
و في اليوم الثالث بعد حدوث الزلزال، بلغ عدد الضحايا في تركيا 14 ألفًا قتلى، و63 ألفًا و
794 مصاب.
أما في سوريا، فقد بلغ عدد الضحايا 3162 قتلى و 5685 مصاب.
لا شك أن هذا الزلزال زرع الخوف لدى اللبنانيين، و ذلك بسبب الهزات الارتدادية التي
تحدث في المنطقة.
فمن الناحية العلمية، من الطبيعي أن تحصل هزات ارتدادية بعد زلزال
قوي لتعود طبقات الأرض إلى موقعها المناسب.
لكن في لبنان الوضع مختلف، حيث استيقظ
الشعب في الثالثة فجرًا على هزة قوية، و كأنها أعادتهم إلى الرابع من آب وقت الانفجار
الّذي هزّ العاصمة.
انتقل اللبنانيون من متابعة تطبيق الدولار الذي يحدد سعر صرفه في السوق، إلى متابعة
تطبيق الزلازل الّذي باستطاعته تعقب و تنبيه مستخدميه من الهزات و الزلازل التي تحدث
في كافة البلدان و ان كان هناك أي خطر قريب من مكان اقامته.
و يعود كثرة الاعتماد على هذا التطبيق إلى غياب السلطة السياسية حتى في هذه الحالة، فمنذ
وقوع الهزة، لم يخرج أي سياسي للعلن ليفيد الشعب بأي معلومة عن ما يحدث في الأراضي
اللبنانية و ما يمكن أن يتوقعه اللبنانيون، و إن كان هناك أي إجراءات أو مأوى يمكن للشعب
أن يعتمدها.
ففي وسط مليء بالإشاعات التي تُرسل عبر وسائل التّواصل الاجتماعي و غياب الدولة ، لم
يجد اللبناني حلًّا إلا باعتماد تطبيق الزلازل.
باختصار أصبحت حياة اللبنانيّ تنتقل من تطبيق إلى آخر، فعن أي دولة تتحدثون؟