من يُنصف شباب الدفاع المدني..

25 فبراير 2023
من يُنصف شباب الدفاع المدني..


كتب صلاح سلام في “اللواء”: التكريم الإحتفالي في السراي الكبير لعناصر الدفاع المدني بعد عودتهم مع المجموعات الإغاثية الأخرى من سوريا وتركيا، خطوة مهمة وتستحق التقدير، ولكنها تبقى ناقصة، إذا لم تقترن بقرارات عملية لرفع الظلم اللاحق بهؤلاء الشباب من قبل الدولة العليّة.

لقد خاض شباب الدفاع المدني معارك مضنية للحصول على الحقوق الطبيعية والعادلة من وزارة الداخلية، المرجعية الرسمية لمؤسستهم.

لم تنفع الإضرابات، ولم تُجدِ التظاهرات، ولا حتى الصيام عن الطعام، في تحريك ضمائر الوزراء والمسؤولين السابقين، الذين كانوا يردّدون الوعود العرقوبية، خاصة عشية المواسم الإنتخابية، والتي سرعان ما تتبخر بمجرد إقفال صناديق الإقتراع.

أظهر عناصر الدفاع المدني، وبقية الفرق الإنقاذية اللبنانية الأخرى، شجاعة فائقة، في المناطق المنكوبة في سوريا وتركيا، وبذلوا جهوداً جبارة في إنقاذ أحياء من بين الأنقاض، كما واجهوا العديد من التحديات قبل أن يتمكنوا من العثور على باسل حبقوق حيّاً، واخراج رفيقه إلياس الحداد جثة هامدة.

لم يتأخر شباب الدفاع المدني يوماً عن تلبية نداء الواجب الإنساني، وسقط منهم شهداء، وأصيب العديد يجراح أثناء القيام بمهامهم الإنقاذية، ومع ذلك كانوا يفتقدون إلى أدنى مستويات الدعم والمساعدة من الدولة.

رفاقهم في الدول الأخرى، يتمتعون بمزايا الوظائف العامة من رواتب وتأمينات إجتماعية وإستشفائية، فضلاً عن التقديمات التعليمية لأولادهم، وذلك في إطار أسلاك لها هيكليتها، وتعمل وفق أنظمة وقواعد محددة عالمياً.

في ظل غياب أبسط الوسائل الحديثة والضرورية لعمليات الدفاع المدني، يندفع هؤلاء الشباب بكل حماس، لدرء المخاطر عن الناس باللحم الحي، غير آبهين للمخاطر التي يتعرضون لها.

فهل الكلمات تكفي لتكريمهم..،
ومن يُنصف شباب الدفاع المدني ويحقق المطالب المحقة؟