أين الإرشادات؟البداية مع رئيس الاتحاد الوطني للإعاقة العقلية، د. موسى شرف الدين. فقد أشار في حديث لـ»نداء الوطن» إلى أن العناية بذوي الإعاقة العقلية والنفسية والحركية والبصرية والسمعية يجب أن تكون خاصة. هناك آليات معيّنة لتعاطي هؤلاء مع محيطهم والتكيّف مع العالم الخارجي. «يمكننا، كأشخاص عاديين، التكيّف مع المتغيّرات من حيث الزمان والمكان والمحيط الاجتماعي، كما يمكننا أخذ الاحتياطات اللازمة والتعاطي مع الإنذارات المبكرة بشكل سريع. لكن ما يفتقده ذوو الإعاقة هو التكيّف بهذه البساطة لأن الأمر يتطلّب وقتاً وجهداً وتدريباً»، كما يشرح. هو «روتين» حياة يتكيّف بثلاثة أبعاد ثابتة ودائماً ما يعيشه ذوو الإعاقة: الزمان والمكان والمحيط الاجتماعي – وأي تغيير في أي من تلك الأبعاد يؤدّي حتماً إلى فقدان التوازن في التعاطي. من هنا ضرورة التدريب على اللياقة التكيّفية ما يستلزم الكثير من الوقت والجهد. «لقد لمسنا ذلك بوضوح، مثلاً، إبّان الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، حيث أصابت الحيرة الصمّ والمكفوفين والمقعدين والجالسين على كراسٍ متحرّكة وغيرهم. لقد أصيبوا بحالة من الضياع التام في مواجهة الوضع المستجدّ»، بحسب شرف الدين.فماذا عن الكوارث الطبيعية، من انهيارات وزلازل وتسونامي، وتأثيرها السلبي على ذوي الإعاقة؟ هناك حاجة لوجود محاذير صارمة تستدعي العناية بهم، برأي شرف الدين: «نحن نتحدّث عن أشخاص مصابين بإعاقات، فما بالكم بأولئك الذين يتعرّضون لإصابات نتيجة الكوارث الطبيعية؟». ويتابع مناشداً بضرورة تأمين آليات يتدرّب عليها العمّال المدنيّون كما الأهالي والمجتمع المحيط بهم بهدف تأمين المعرفة والدراية بالمخاطر التي تتربّص بهم. «هذه معضلات اعترضتنا أيضاً خلال جائحة كورونا. فالمكفوفون لا قدرة لديهم على عدم تلمّس الأشياء، والصمّ لا يمكنهم الإصغاء إلى المحاذير والتعليمات، من هنا ظهرت مشاكل التكيّف». فما المطلوب إذاً؟ على الجهات المسؤولة القيام بخطوات استباقية لتدريب ذوي الإعاقة على مواجهة أي كارثة أو مفاجأة قد يتعرّضون لها من خلال دورات علاجية تنمّي قدراتهم التكيّفية مع الزمان والمكان والمحيط الاجتماعي. فالإرشادات يُفترض أن تُعطى لهم بطريقة مبسّطة وبالصُوَر (Animated) لاستيعاب أفضل لطبيعة السلوكيات والإجراءات الوقائية الواجب التقيّد بها.