بعدما تسارعت التطورات المرتبطة بملفات المنطقة عقب الاعلان عن الاتفاق السعودي – الايراني برعاية صينية، والذي شكل صدمة للقريب والبعيد كما للحليف والخصم، كشف مصدر واسع الاطلاع عبر موقع “لبنان الكبير” أن “الموقف الدولي وخصوصاً العربي وعلى رأسه السعودي، لم ولن يتبدل لجهة مقاربة الوضع اللبناني، واجتماع باريس الثنائي الفرنسي – السعودي يوم الجمعة حسم نهائياً الموقف لجهة التغيير الجذري في التعامل مع الطبقة السياسية في لبنان ورفض مسايرتها أو الخضوع لابتزازها مجدداً”، مؤكداً “الاغلاق السعودي التام على طروح فرنسا الصفقاتية”.
وشدد المصدر على أن “الخارج غير مستعد على الاطلاق للتعامل مع أي طرح هو من نتاج المنظومة نفسها التي دمرّت لبنان الدولة والمؤسسات والاقتصاد والمال، وأباحت السلوك العدواني ضد الأشقاء والأصدقاء، وبالتالي كل ما أشيع عن ليونة في مكان ما وتحديداً في ملف الاستحقاق الرئاسي هو من خيال مطلقيه ولا يمت الى الحقيقة بصلة”.
وأشار الى أن “جولة سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري على القيادات السياسية والروحية، حملت رسالة واحدة وهي الاستعداد لمساعدة لبنان وشعبه، وهذه المساعدة رهن بالخيارات السياسية المرتبطة بالتزام دستور الطائف وميثاق جامعة الدول العربية وقراراتها والقرارات الدولية، وهذا يعني أن الخارج العربي والدولي ليس على استعداد لتسهيل اعادة انتاج المنظومة وتجديد شبابها من بوابة رئاسة الجمهورية”.
ووصف المصدر لقاء السفير بخاري مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ”الواضح من الطرفين”، مشيراً الى أن “رئيس المجلس قارب ترشيح سليمان فرنجية من زوايا تاريخية ووطنية وعروبية، من دون أن يسمع ايجابية تجاه هذا الطرح، ما دفعه الى اطلاق مواقف مدافعة عن فرنجية خلال استقباله نقابتي الصحافة والمحررين، بحيث خرج عليهم مرافعاً عنه في دلالة واضحة على صعوبة ايصال مرشح الثنائي الشيعي الى سدة الرئاسة”.
وحول زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الى بيروت من دون اعلان مسبق، أوضح المصدر أنها “جاءت في سياق النصيحة التحذيرية نفسها من مغبة سلوك الطريق الخطأ، وما حديثه عن القمة العربية في أيار المقبل وأن عنوانها اقتصادي، الا رسالة واضحة الى من يعنيهم الأمر بأن هذه القمة ستأخذ قرارات مهمة جداً في ما خص المسارات الاقتصادية في الوطن العربي، وستشمل اعادة اعمار سوريا، وبالتالي من الخطورة بمكان أن يكون لبنان غير ملحوظ من ضمن هذه المسارات نتيجة تحلل الدولة وافلاس الطبقة السياسية والعجز عن انجاز الاستحقاقات الدستورية”.
ولفت المصدر الى أن “النصيحة العربية للقيادات اللبنانية هي بعدم تفويت الفرصة الثمينة السانحة التي قد لا تتكرر، والمدخل الى التقاط هذه الفرصة هو بأن يترأس في شهر أيار رئيس الجمهورية اللبنانية المنتحب وفد لبنان الى قمة الرياض، وأن يكون هذا الرئيس منسجماً مع خصوصية لبنان وفرادته ومتضامناً مع أشقائه القادة العرب ومنخرطاً في صوغ القرارات المصيرية العربية، أما تمدد الفراغ فيعني أن الأمور ستخرج عن السيطرة، وحينها سيترك لبنان كلياً لمصيره لأن أحداً لن يقدم بعد اليوم على هدر الوقت وإشغال نفسه بقضية لا أرضية داخلية لها”.
أما داخلياً، فمع عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى بيروت بعد زيارته روما وإجتماعه مع البابا فرنسيس ورئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني، علم موقع “لبنان الكبير” من مصادر حكومية أن الرئيس ميقاتي سيدعو الى جلسة حكومية ولكن لم يتم بعد تحديد موعدها بصورة دقيقة.
ونفت المصادر كل ما يحكى عن تقديم الحكومة كتاباً لتأجيل موعد الانتخابات البلدية، مؤكدة أن “كل ما يتم تداوله عار عن الصحة وفاقد للموضوعية والدقة ولا يزال الموضوع قيد التداول”.
وبعد تعذّر محاولة بكركي جمع القادة المسيحييين على طاولة حوار واحدة تجعلهم يتوافقون على مرشح جدي، يبدو أن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بات متفائلاً بصلاة “الاستحقاق” التي دعا اليها يوم الأربعاء في 5 نيسان المقبل، في بيت عنيا – حريصا، بعدما أعربت غالبية القوى السياسية عن إستعدادها لتلبية هذه الدعوة.