لا تزال تداعيات التطورات الامنية الأخيرة التي شهدها الجنوب محور متابعة في اتجاهين، الاول يتعلق بتأثيراتها على الواقع الجنوبي عموما واللبناني عموما، اما الاتجاه الثاني فمرتبط بالاستحقاقات السياسية الشائكة وفي مقدمها ملف انتخابات رئاسة الجمهورية.
وفي هذا السياق كتبت” النهار”: لم يكن توزيع “حزب الله” امس خبر اللقاء الذي جمع امينه العام السيد حسن نصرالله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية ووفد يرافقه وصورة اللقاء سوى امعان في توسيع الشرخ الداخلي في ظل امعان الحزب في تحدي الانطباعات والمشاعر اللبنانية التي اثارها القصف الصاروخي من الجنوب في ظل تنسيق صار مكشوفا وعلنيا بين الحزب وحماس في الجنوب .
وتخشى أوساط سياسية مطلعة ان تطل الفترة المقبلة ، أي بعد عيدي الفصح الغربي والشرقي وعيد الفطر المتزامنة هذا الشهر ، على مرحلة جديدة من التعقيدات القائمة والمحدثة لا سيما وان تطورات الوضع الجنوبي أخيرا ستترك حتما اثارها المباشرة والعميقة على المواقف الداخلية والخارجية من الازمة الرئاسية لجهة تسليط الأضواء والاولويات على الانكشاف السياسي والأمني الرسمي في ظل عودة “حزب الله” الى ممارسة لعبة التحكم بالواقع اللبناني قسرا ، وهو امر سيزيد الاستقطاب السياسي حدة وسيفاقم حالة التجاذب الحاد حول الخيارات الرئاسية والمرشحين كما سيمدد لحالة انعدام اليقين التي تحكم هذه الازمة .وكتبت” الراي الكويتية”: وفي البيان الذي عمّمه «حزب الله» عن اللقاء استوقف أوساطاً سياسية الكلام عن أنه جرى استعراض «أهمّ التطورات في فلسطين المحتلة ومجريات الأحداث في المسجد الأقصى والمقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى التطورات السياسية في الإقليم عموماً وجهوزية محور المقاومة وتَعاوُن أطرافه في مواجهة كل هذه الأحداث والتطورات».
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال أمس «تبين من التحقيقات الأولية التي قام بها الجيش أن مَن قام باطلاق الصواريخ، ليست جهات منظَّمة، بل عناصر غير لبنانية، وأن الأمر كان عبارة عن رد فعل على العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة».أضاف: «في المقابل فإن العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والانتهاك المتمادي للسيادة اللبنانية أمرٌ مرفوض، وقدمنا شكوى جديدة بهذا الصدد إلى الأمين العام للأمم المتحدة والى مجلس الامن.
ومن ناحية اخرى فان الهجوم الاسرائيلي على المصلّين في جامع الاقصى وانتهاك حرمته أمر غير مقبول على الاطلاق ويشكل تجاوزاً لكل القوانين والأعراف ويتطلب وقفة عربية ودولية جامعة لوقف هذا العدوان السافر».
وجاء كلام ميقاتي غداة إيعاز وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، الى المندوبة الدائمة بالوكالة لدى الأمم المتحدة في نيويورك جان مراد، تسليم كتاب الشكوى الذي وجهته الوزارة باسم الحكومة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وطالب لبنان «بإدانة الاعتداء الاسرائيلي بأشد العبارات، وبإلزام اسرائيل وقف خرقها لسيادة لبنان جوا وبحرا وارضا، ووقف تهديداتها المستمرة بتقويض السلم والأمن، وتنفيذ كل موجباتها وفق القرار 1701».