تستعيد ذاكرة الايام اليوم محطة موجعة في تاريخ لبنان وهي ذكرى الحرب التي إندلعت في 13 نيسان 1975.
واذا كانت الشعوب تتعلّم من تاريخها، فلا يبدو أن “شعوبنا” اللبنانية قد اتعظت. فكل فريق يتمترس خلف طائفته ومذهبه وزعيمه، ويطلق حمم لسانه ضد الفريق الاخر. ويكفي أن تسلّم المتحاربين سلاحا حتى تندلع الحرب من جديد وبشراسة أقوى لا سيما في ظل وجود هذا الكم الهائل من وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل كل شيء وباسرع من البرق وتحوّل المعارك الى فيلم مباشر برعاية “أي مموّل” يتربص شرا بهذا البلد.
عندما نستعيد شريط إحداث الطيونة- قصر العدل في 14 تشرين الاول 2021، التي اوقعت 6 قتلى وأكثر من 32 جريحًا ندرك الخطر الدائم المحدق بوطننا ، وبأن الحرب في لبنان قد تندلع بثانية، لاننا لم نتعلم من تاريخنا ولم نتعظ.
وما حصل في الجنوب قبل أيام ايقظ في ذاكرة اللبنانيين صفحة مؤلمة من تاريخ العلاقة مع الاخوة الفلسطينيين، في الوقت الذي مطلوب منهم أن يريحوا الوطن الذي يستضيفهم ولا يثقلون عليه فوق طاقته.في هذا اليوم المؤلم من تاريخ وطننا، لا يمكن الا استصراخ الضمائر والدعاء الى الله أن يلهمنا جميعا سواء السبيل، وتعود اللحمة بين اللبنانيين الذين كادت تفرّقهم “ساعة” تخلّي عن الانتماء للوطن الجامع الموحّد لصالح “الاوطان” اللبنانية المقسّمة والمشرذمة. رحم الله ضحايا الايام السوداء، وألهم اللبنانيين الذين “يموتون يوما الف موتة” جراء الازمات والضغوطات التي يعيشون في ظلها، الصبر والامل بغد افضل. 13 نيسان 1975 كان محطة، وكل الامل أنو “تنذكر وما تنعاد”.