تاريخ النشر: 14 أبريل 2023
167
أجرى إيلون ماسك الكثير من التغييرات في تويتر سواء للأفضل أو للأسوأ منذ أن استحوذ على المنصة خلال شهر أكتوبر الماضي، ولكن التقارير الجديدة تظهر أن التغييرات قد تكون أقوى وأهم من (Twitter Blue) المدفوعة، ويمكن أن تشمل الذكاء الاصطناعي التوليدي.
إذ كشف تقرير نشره موقع (بيزنس إنسايدر) أن ماسك اشترى نحو 10000 بطاقة لمعالجة الرسومات (GPU)، ووضعها في أحد مراكز البيانات الخاصة بمنصة تويتر.
تُستخدم بطاقات معالجة الرسومات في مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي نظرًا لقدرتها على معالجة الكثير من البيانات في الوقت نفسه، هذه القدرة ضرورية لنماذج التعلم الآلي بما يشمل: نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تُدرب على كميات هائلة من البيانات. لذلك تشير هذه الصفقة إلى احتمالية تطوير روبوت دردشة تفاعلي على غرار ChatGPT.
تطوير نموذج لغوي كبير:
أشارت مصادر موقع (بيزنس إنسايدر) أيضًا إلى أن مشروع ماسك للذكاء الاصطناعي يتضمن نموذجًا لغويًا كبيرًا (LLM) على غرار النماذج اللغوية الموجودة حاليًا في السوق؛ مثل: نماذج GPT-3.5 و GPT-4 من شركة OpenAI التي يعمل بها روبوت ChatGPT و Bing Chat، أو نموذج (LaMDA) من جوجل الذي يعمل بها الروبوت (Bard).
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وقد قال موظفون في تويتر، تحدثوا إلى (بيزنس إنسايدر) دون الكشف عن هويتهم: “إن خطط ماسك للمشروع الجديد تتضمن بناء نموذج لغوي كبير، موضحين أنه سيستفيد بالتأكيد من بيانات التغريدات المتوفرة عبر منصة تويتر في تدريب هذا النموذج”.
والجدير بالذكر أن بيانات منصة تويتر كانت أحد أهم مصادر البيانات التي استخدمتها شركة (OpenAI) في تدريب روبوت (ChatGPT)، ولكن ماسك حظر استخدام بيانات المنصة لهذا الغرض في ديسمبر الماضي.
وبحسب التقرير، لم تتوقف استثمارات ماسك عند شراء معدات تقنية متطورة قد تستخدم في بناء نموذج لغوي كبير فقط، بل بدأ باستقطاب محترفين في مجال الذكاء الاصطناعي منذ أوائل شهر مارس الماضي، إذ عين مجموعة من المتخصصين في المجال، أبرزهم: الباحثون (آيجور بابوشكين) Igor Babuschkin، و(مانويل كرويس) Manuel Kroiss من فريق شركة (DeepMind) الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتابعة لشركة جوجل.
ما هي استخدامات روبوت الدردشة المتوقعة عبر تويتر؟
كشف التقرير أيضًا عن الاستخدامات المتوقعة للروبوت الدردشة التفاعلي الذي يستند في عمله إلى النموذج اللغوي الكبير عبر منصة تويتر، إذ أشارت مصادر إلى احتمالية الاعتماد عليه في تحسين جودة نتائج البحث عبر تويتر.
كما يتوقع استخدامه في تحسين جودة الإعلانات الموجهة، عبر إنشاء حملات إعلانية بشكل سهل وفعّال من خلال كتابة نصوص الإعلانات، مع إمكانية تصميم صور للمنتجات قادرة على جذب فئات الجمهور المستهدف، مما يساعد في رفع إيرادات تويتر التي شهدت تراجعًا شديدًا منذ استحواذ ماسك عليه في نوفمبر الماضي بسبب قراراته.
ولا شك أن هذا أمر متوقع من ماسك؛ إذ إنه ليس جديد في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد كان أحد مؤسسي شركة (OpenAI) لأبحاث الذكاء الاصطناعي المطورة لروبوت ChatGPT، ولكن علاقته انقطعت بالشركة منذ عام 2018.
ولكن المفارقة هنا هي أن ماسك وقع خلال الأيام الماضية على رسالة مفتوحة تدعو إيقاف تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الأقوى من نموذج (GPT-4) لستة أشهر على الأقل، إلى أن نضمن الوصول إلى مرحلة الثقة في إيجابية مخرجاتها، وأن مخاطرها تحت السيطرة.
ويواصل التعبير عن مخاوفه بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي، فكيف يعمل على مشروع ذكاء اصطناعي خاص به، أم هذا يعني أنه يحاول وقف تقدم الجميع حتى يتمكن من اللحاق بالركب!