المشهد اللبناني عالق برمّته عالقاً على تطوّرات الإقليم وما يمكن أن تتركه من تأثيرات وتردّدات على الأزمة الرئاسيّة تتفاوت التّقديرات بل تتضارب حيال طبيعتها وتوقيت احتمال بلوغها الواقع اللّبناني.
وتصاعدت مناخات الترقّب للتطوّرات الإقليميّة مع انعقاد اجتماع جدة أمس للدّول الخليجيّة وعدد من الدول العربية للاتّفاق على موضوع إعادة سوريا إلى جامعة الدّول العربيّة بما يتيح مشاركة النّظام السوري في القمّة العربيّة في أيار المقبل، كما مع تقدّم بعض الخطوات في شأن التوصّل إلى تسوية في اليمن.
وبحسب ” النهار” فان هذه التطوّرات بدت في صلب الترقّب الدّاخلي في وقت تنتظر الأوساط السياسيّة باهتمام بالغ ما يمكن أن يتوافر من معلومات جديدة الأسبوع المقبل حول التحرّك الفرنسي المتصل بالأزمة الرئاسيّة إذ يبدو واضحاً أنّ هذا التحرّك قد وصل إلى مفترق حاسم في شأن دعمه لرئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة بما يعني أنّه خلال فترة قصيرة سيكون الموقف الفرنسي قد حسم سلباً او إيجاباً حيال ترشيح فرنجية.
وبدا لافتاً أنّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله قد نأى بنفسه وخطابه ومواقفه التي أطلقها في الكلمة التي القاها امس لمناسبة “يوم القدس العالمي” عن الوضع الداخلي برمّته فحصر كلمته بموضوع الصراع مع إسرائيل والتطورات الإقليمية وتجاهل كل الملفات الداخلية.
وفي كلمة لمناسبة” يوم القدس” قال: إن اليمن يشهد تطورات إيجابية وما يحصل مهم لمحور المقاومة وفلسطين، كما نشهد تعافياً في سوريا مع عودة علاقاتها السياسية مع عدد من الدول العربية.”
وأضاف، “إيران من خلال صمودها وتطوّرها في المعادلات الإقليمية والدولية تغلّبت على الحصار والعقوبات وأعمال الشغب وهناك تأثيرات مهمة على مسار التطبيع مع الاتفاق السعودي الإيراني إذ تم وضع حدّ لمشروع إسرائيلي هادف إلى تشكيل محور إسرائيلي سنّي ـ عربي بوجه إيران” مؤكداً، أن “الرهان على حرب إسرائيلية على إيران سقط حتى اشعار آخر” .
واعتبر نصرالله، أن “إسرائيل في حالة رعب وأعلنت استنفارها على كل الجبهات وسط إرسال تهديدات فارغة”
وعن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل الأسبوع الماضي، لفت إلى أن “ما جرى أخيراً في الجنوب كان حدثاً مهماً بالنظر إلى الأوضاع منذ العام 2006” موضحاً، “لم أتكلم عن الموضوع الأسبوع الماضي لأنه كان بحاجة إلى تشاور ودراسة””.
وأكد أن “اعتماد سياسة الصمت كجزء من الحرب مع العدو هي الأفضل ولا داعي للإجابة عن أسئلته لأن سياسة الصمت تقلقه” مشيراً إلى أن “سياسة الصمت قد تقلق الصديق أيضاً، لكن بما يتعلق بقلق الصديق يجب أن يعتبرها جزء من تضحياته في المعركة”.
واعتبر نصرالله، “أننا حققنا هدفاً مهماً من خلال الصواريخ، وهو أننا استطعنا أن نحيّد حزب الله عن المسؤولية، وأمام منطق تثبيت المعادلات الاستفزاز ليس مهماً ولا يهمنا ما يشعر به العدو لكنه كذب بوضوح ومنها أن حكومة رئيس الوزراء السابق يائير لابيد وقعت اتفاقاً مع حزب الله، فيما الجميع يعلم أن هذا كذب”
وقال، إن “أهم كذبة صرّح بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنهم قصفوا بنى تحتية للحزب وحركة حماس، فيما كل وسائل الإعلام قامت بتصوير الأماكن التي قُصفت وهي أماكن مفتوحة” . وأشار إلى أن “نتنياهو يتوعد المقاومة ونحن في المقاومة نتوعده أيضاً، والأيام بيننا، فكل تهديدات العدو تجاه لبنان والمقاومة لن تجدي نفعاً بل تزيدنا عزماً واصراراً”.
وحذّر نصرالله إسرائيل، بالرد بالشكل المناسب ومن دون تردد على أي اعتداء أو عمل أمني في لبنان، قائلاً، “أي تعرض لأحد مقيم في لبنان سواء كان إيراني أو لبناني أو فلسطيني، فنحن سنرد عليه بالحجم المناسب وبالطريقة المناسبة ان شاء الله”.
وأردف “حماقة وجرائم العدو ولا سيما في الأشهر القليلة الماضية، في القدس وسوريا وجنوب لبنان قد تدفع المنطقة إلى حرب كبرى، وإذا كانت حكومة نتنياهو على فهم يقول لها إن المنطقة لن تذهب إلى حرب فهي مخطئة ولن يستطيع أحد في مرحلة من المراحل أن يمنع من امتدادها وأقول لإسرائيل وأميركا: حذارِ لأن الأماكن المقدّسة خطّ أحمر، ولن تجرّوا المنطقة أبداً إلى حرب كبرى وحتى الآن لا لبنان ولا سوريا ولا قطاع غزة يريد الحرب””.