لم يقصد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بكلامه في جلسة التمديد للمجالس البلدية والاختيارية نواب “التيار الوطني الحر”، عندما قال متوجها بكلامه إلى فريق من اللبنانيين، لم يسمه: “لو كنتم فعلا لا تريدون تأجيل الانتخابات البلدية لما حضرتم اليوم وأمنتم النصاب للجلسة الحالية. فمن لا يريد التأجيل لا يحضر”.
لم يسمِ أحدا، لكن “يللي في مسلة تحت باطو وبتنعرو”، فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، حتى أن رئيس “التيار” النائب جبران باسيل، وفي موقف تبريري، قال إن نوابه حضروا الجلسة لمنع الفراغ والتصدي له.
مصادر حكومية رأت في هذا الكلام ازدواجية في المعايير. فمن لا يريد الفراغ لا يكون لمواقفه صيف وشتاء على سطح واحد. فلا يحضر حيث لا تكون مصلحته مؤمنة، ويحضر حيث هي مؤمنة. فإذا أراد النائب باسيل منع الفراغ حقيقة فعليه العمل لإنهاء الفراغ الرئاسي قبل أي أمر آخر، والمشاركة في الجلسات الحكومية لإبقاء البلاد واقفة على رجليها إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية. أما أن يلقى “رجل في الفلاحة وأخرى بالبور” فهو ما لا يمكن القبول به.
وفي رأي هذه المصادر أن كلام الرئيس ميقاتي قد عرّى “التيار” أمام الرأي العام، وكشف مدى ازدواجيته في مقارباته للأمور.