رأى نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أن “في لبنان الكل ينتظر انتخاب رئيس للجمهورية، وللأسف القوى التي تمثل المجلس النيابي مشتتة وموزعة في آرائها وقناعاتها إلى درجة يصعب معها أن نجد القواسم المشتركة بسهولة، وهذا التوسع بالكتل النيابية يعقّد انتخاب الرئيس، أي يعقّد اجتماع 65 أو الثلثين من أجل النصاب، وهذا يتطلب جهدا وعملا”.
وقال في افطار رمضاني: “واحدة من مشاكلنا في تركيبة المجلس النيابي الحالي أن أغلب الكتل متمسكة بقناعاتها المبنية على الاستئثار، وإلا لا مانع لديها من أن ينهار البلد شرط ألا يعطوا أصواتهم إلا لمن يكون تحت إدارتهم، هذا خطأ في السياسة ويفترض أن يكون هناك مرونة وتعاون، وطالما أن عددا كبيرا من الكتل لا تستطيع أن تنجز وحدها هذا الانتخاب فهذا يعني أن عليها أن تتعاون مع الكتل الأخرى”، لافتا الى أن “التعاون يبدأ بالحوار ثم بالبحث عن القواسم المشتركة ثم بتنظيم الخلاف إن وجد كي نتمكن من الاجتماع على شخص حتى ننجز هذا الاستحقاق ليبدأ العمل في البلد باتجاه الحكومة والإصلاح كي نخرج من هذه الهاوية التي وقع فيها لبنان، لا يمكن أن ننجز الاستحقاق إذا كل واحد بقي متشبثا برأي قناعاته”.
واضاف: “اليوم لا يمكن الاعتماد على الخارج، بل نحن لا ندعو للاعتماد على الخارج بالأصل، والحل في ما بيننا أن نقرب وجهات النظر وأن نتفق وإلا يصبح الخيار خيار إسقاط لبنان، وهذا أمر لا يناسب أبدا وليس صحيحا”.
وتابع: “نحن نرى المنطقة ذاهبة إلى التسويات والاستقرار والحل السياسي وعلى رأس ما حصل في المنطقة الاتفاق السعودي الإيراني”. واعتبر ان “هذا الاتفاق كان حلماً وشبه مستحيل في نظر الكثيرين نظراً للتعقيدات الموجودة بين البلدين، لكنه حصل لأنَّ هناك قرارا جريئا وشجاعا من كل من إيران والسعودية لأنهما تريدان التعاون مع بعضهما وتريدان توجيه البوصلة نحو الاستقرار السياسي لمصلحة بلديهما ولمصلحة المنطقة في آن معا”، مشيرا الى أن “هذا الاتفاق غيّر الاتجاه في المنطقة، كان الاتجاه أن إيران هي العدو، وإسرائيل تريد أن تجتمع مع بعض العرب من أجل مواجهة إيران. اليوم بهذا الاتفاق عادت إسرائيل كعدو حقيقي للجميع، ولذلك نجد التخبط في إسرائيل والمرارات التي يعيشونها من هذا الاتفاق، وهذا كله ببركة الموقف الجريء الإيراني السعودي”. (الوكالة الوطنية)