في هذا الاطار تحدث المدير السابق لكلية التكنولوجيا في الجامعة اللبنانية-الفرع الثاني والمتخصص في تحليل البيانات الطبية، الدكتور داني عبيد، مؤكدا انه “يمكن اعتبار الـ (ChatGPT) نموذجاً متطوراً من الذكاء الاصطناعي وتم تحديد الشكل العام او الاطار الخاص به (Design ) للتمكن من التعاطي والتواصل معه بصفته انسانا، اي يمكن القول ان هذا النظام يتفاعل الى حدّ كبير كالانسان.وبالتالي نشير الى ان نظام الـ (ChatGPT) يتلقى الأسئلة ويقدم الاجوبة الملائمة لها، والتواصل معه يكون بطريقة متتالية، اي يمكن طرح الأسئلة عليه بتسلسل معين.على سبيل المثال: يمكن ان نسأل الـ (ChatGPT): ما هي افضل الاماكن الممكن زيارتها في اوروبا؟ قي هذه الحالة سيقدم لك النظام لائحة بأفضل المعالم الاوروبية، عندها يمكن ان تكمل حوارك معه محددا الامكانية المادية للسفر والوقت، فيبدل الـ (ChatGPT) اجابته ويعدلها بلائحة من المعالم الاوروبية تتلاءم مع المعطيات الجديدة.وما تقدم يؤكد اننا امام حالة اتصالية شبيهة الى حدّ كبير بالاتصال الذي يقوم به البشر بين بعضهم البعض.ويتميّز الـ “ChatGPT” بخاصية التذكر اذ انه يبني تواصله معك بناء على الحديث الذي سبق ودار بينكما.و الـ (ChatGPT)، قام العلماء يتدريبه على كمية هائلة من المعلومات (DATA) تتضمن عددا من الاسئلة والاجوبة بالاضافة الى تواريخ ومعلومات عامة، ما جعله جاهزا للدخول في مجموعة واسعة من انواع التواصل المباشر، اي انه بات قادرا ان يناقش ضمن مروحة واسعة جداً من المواضيع”.
طرق استخدام الـ “ChatGPT”
يشير الدكتور عبيد الى انه ” يمكن استخدام نظام الـ (ChatGPT)عبر اكثر من طريقة:
1. الدخول مباشرة الى الموقع الخاص بالنظام ( https://chat.openai.com/) وطرح الاسئلة عبر الكتابة.
2. استخدام الصوت البشري وذلك من خلال اللجوء الى تطبيقات تحوّل الصوت الى نصوص فيتمكن الـ(ChatGPT) من التعرّف عليها.
3. استخدام تطبيق الـ(API)، وهو تطبيق غالبا ما يستخدمة المبرمجون، وعبره يخلقون نوعا من التواصل (Communication) ما بين الموقع الخاص بالمُبرمج و الـ (ChatGPT)، او يمكن ان يكون هناك عملية دمج (Integration) للـ (ChatGPT) بالموقع الخاص بالمُبرمج.
وما تقدم يمكن اعتباره ابرز الطرق لاستخدام الـ (ChatGPT)، مع العلم ان هناك مجموعة طرق اخرى أقل رواجاً”.
مجالات الاستخدام
ويرى الدكتورعبيد ان “هناك مجالات كثيرة ومتعددة يمكن الاستعانة بالـ (ChatGPT) لتحقيق بعض الأهداف فيها، اذ ان النظام يمكن ان يبدأ بمساعدتنا عبر الاجابة عل بعض اسئلتنا كمرحلة اولى، كما يمكنه ان يقدم مجموعة خدمات اكثر تقدما كصياغة النصوص (Emails) والسيرة الذاتية.
كما يمكن للـ (ChatGPT) ان يكون مساعداً شخصياً لمستخدميه عبر تقديمه خدمة المنبّه او المذكّر بالمواعيد والاجتماعات، بالاضافة الى قدرته على تقديم خدمات الترجمة، التعليم (تحضير مسابقات).
واللافت ان الـ (ChatGPT)، بدأ استخدامه بوتيرة متقدمة في عالم البرمجة اذ ان بامكانه ان يخلق ويكتب الشيفرات ويصححها.
كما يمكن ان يقدم النظام بعض الاستشارات الطبية العامة، ومعلومات لا متناهية في عالم المنوعات.مخاطر وايجابياتويختم الدكتور عبيد قائلا: “من المؤكد ان لنظام لـ (ChatGPT) كغيره من الانظمة مجموعة من السلبيات والايجابيات:• الوجه الايجابي: يسهل هذا النظام الحياة وتعقيداتها ويخدم اولا في عملية توفير الوقت.كما قد يساهم في امكانية تخفيض ميزانيات الشركات عبر اتاحته تخفيف اليد العاملة.ويقدم مروحة واسعة من المعلومات الدقيقة الى حدّ كبير.اما في الوجه السلبي، فعلى الرغم من ان معلومات الـ (ChatGPT) هي دقيقة الا انها قد تكون غير مكتملة نظرا لارتباط مخزونه المعلوماتي بالطريقة التي تم تلقينه او تطويره عبرها.وقد يتضمن النظام معلومات حساسة وذلك عبر ابتعاده عن النسق المرسوم له.كما ان التواصل مع الـ (ChatGPT) يطرح علامات استفهام كثيرة حول موضوع الخصوصية.ومن ابرز المخاطر التي يمكن الحديث عنها، ان النظام يؤدي بشكل او بآخر الى تراجع الابداع الانساني، وذلك عندما يتحوّل الـ (ChatGPT) الى ملجىء دائم للمستخدمين، فيتحولوا الى اتكاليين وسلبيين، ما يؤدي الى عدم التفكير والابداع.وهنا قد نكون في المستقبل امام مقاربة مختلفة ومنافية لما تقدم، اذ ان الـ (ChatGPT) قد يدفع الناس ليكونوا اكثر ابداعا وذلك خوفا من ان يحلّ مكانهم ويتمكن من تأدية وظائفهم.كما يمكن الاشارة الى ان العلاقة مع الـ(ChatGPT) قد تخلق نوعا من الادمان السلوكي والعاطفي، فعبر التواصل معه باعتباره كائنا بشريا، يصبح الانسان الذي يقوم بعملية التواصل متعلقا ومرتبطا به لاسيما على صعيد القرارات التي ينوي اتخاذها”.