شكل غياب لبنان عن كلمات القادة العرب في “قمة جدة” باستثناء كلمة رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، مؤشراً صادماً على ترجمة الموقف المعلن عربياً ودولياً من أنه على اللبنانيين تحمّل مسؤولياتهم في اجراء الانتخابات الرئاسية، وتأكيداً على أن ما يقال خلاف ذلك لا يعدو كونه “سيناريوهات لبنانية” لا ترجمة فعلية لها في اهتمامات الخارج.
من هنا، جاءت الكلمة الصرخة التي أطلقها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمام القمة متوجهاً الى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالقول: “مَن استطاع نقل المملكة العربية السعودية وشبابها الى المواقع القيادية والريادية التي وصلوا اليها وتحويل المملكة الى بلد منتج بكل ما للكلمة من معنى، في فترة قصيرة، ليس صعبا عليه أن يكون العضد لاشقائه في لبنان. من هنا فاننا نتطلع الى رعاية المملكة ولفتتها الاخوية تجاه بلدي لبنان ليتمكن من النهوض من جديد”.وأفادت أوساط حكومية معنية أن “رئيس الحكومة أجرى، خلال القمة، سلسلة اجتماعات ولقاءات مع عدد من الرؤساء والقادة شرح خلالها الوضع اللبناني من مختلف جوانبه وأولوية دعمه على الصعد كافة للنهوض من محنته”.ومن المقرر أن يعود رئيس الحكومة والوفد الوزاري اللبناني الى بيروت اليوم ليستأنف الإثنين اجتماعاته في السرايا ، كما دعا الوزراء إلى لقاء تشاوري عند الساعة الرابعة من بعد ظهر الاثنين “للبحث في الأمور الراهنة”.وجددت أوساط حكومية معنية التأكيد إن “هذا اللقاء كان اتفق على عقده في ختام الاجتماع الذي عقد في الثامن من الجاري، للبحث في ملف عودة النازحين السوريين والاجراءات المتخذة في هذا الملف، لكن التطورات السياسية والقضائية الحاصلة سوف تفرض نفيها على النقاش كبند رئيس”.واشارت الاوساط الى أن “الكلام عن دعوة مجلس الوزراء للانعقاد في السادس والعشرين من الجاري غير دقيق، لان البحث المسألة لا تزال قيد التقاش في ضوء الملفات العادية والطارئة، والارتباطات المسبقة لرئيس الحكومة والوزراء”.