كتبت كارولين عاكوم في” الشرق الاوسط”: اصطدمت المشاورات التي كان قد بدأها فريق من المعارضة مع «التيار الوطني الحر» بعوائق جديدة من شأنها أن تفرمل احتمال التوافق حول اسم مرشح لرئاسة الجمهورية، وهو الأمر الذي سبق أن لمّح إليه أكثر من طرف، انطلاقاً من أنه من الصعب على رئيس «التيار» النائب جبران باسيل أن يأخذ خياراً يستفز حليفه السابق «حزب الله».
وفي حين لم يعلن أي من الطرفين رسمياً فشل المفاوضات، قال مصدر بارز في «التيار»، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «لا تزال مستمرة حتى إنه حصل اتفاق أوّلي ومبدئي»، لكنّ تصريحاً للنائب في «التيار» آلان عون ربط فيه التوافق مع المعارضة بتبني اسم من «التيار» وضع علامة استفهام حول مصيرها، وهو ما أشارت إليه مصادر في «القوات»، معتبرة أن هذا الشرط الجديد «حجة لوقف المباحثات وللقول إنهم لا يريدون قطع العلاقة مع (حزب الله)».وكانت معلومات قد أشارت في وقت سابق إلى وصول المشاورات إلى مرحلة متقدمة من البحث في الأسماء؛ أبرزها الوزيران السابقان جهاد أزعور وزياد بارود وقائد الجيش العماد جوزيف عون والنائب السابق صلاح حنين.
وأمس، عاد باسيل وقال إن الأهم في موضوع رئاسة الجمهورية هو المشروع الإصلاحي الذي لا يمكن تنفيذه مع الفاسدين أنفسهم الذين يمنعون الإصلاحات. وأوضح، في حديث لإذاعة «مونت كارلو الدولية»: «برأينا أن التوافق هو الذي يجب أن يحكم الاستحقاق الرئاسي ولكن على شخص يستطيع إخراجنا من أزمتنا»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «الموضوع ليس بالاسم والحل لا يكون بفرض شخص على آخر، ومن يحكم وحيداً ولا يملك الأغلبية النيابية ولا الأكثرية المطلوبة سيفشل، ونحن محكومون بالتوافق ولكن على قاعدة الشخص الذي يقوم بالإصلاحات البنيوية للمالية العامة والاقتصاد والمؤسسات والقطاع المصرفي».
وفي إطار المباحثات بين «التيار» والمعارضة، قالت مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط»: «من أوقف التواصل الذي كان قائماً بين المعارضة والتيار وأسقط احتمال التقاطع بين الفريقين هو النائب آلان عون الذي أصدر موقفاً غريباً مستغرباً بعيداً كل البعد عن كل سياق النقاشات والحوارات التي كانت قائمة خلال شهر كامل». ولفتت في رد على سؤال عما إذا كان حصل تواصل بين الطرفين بعد موقف عون الأخير، قالت المصادر: «إلى الآن لم يحصل التواصل لكن يبدو واضحاً أن التيار وضع قاعدة جديدة لم تكن مطروحة في مرحلة التفاوض، وهي أن شرط تقاطع المعارضة والتيار هو تبني مرشح من الأخير»، معتبرة أن هذا الأمر يعني أن هناك طرفاً يريد أن يختبئ خلف حجة للقول إنه لا يريد قطع العلاقة مع (حزب الله)».