كتبت هيام شحود في”الديار”: تعتبر مصادر ديبلوماسية في بيروت، أن حقبةً مختلفة قد انطلقت مع قمة جدة منذ أيام، ولن تتأخر تجلياتها ومفاعيلها الإيجابية في الظهور في المنطقة، ولكن من دون أن يعني هذا الأمر أن التسوية ستكون سريعةً بالنسبة لأي من الملفات المطروحة في الساحات اليمنية أو السورية أو اللبنانية على سبيل المثال، وذلك مع العلم أن توصيات ومقررات هذه القمة، لم تكن معزولةً عن المتغيّرات والتحوّلات والأزمات في المنطقة.
المصادر الديبلوماسية نفسها، ترى أنه إذا كانت الصراعات التي تحصل على الساحة العربية تأتي بسبب حسابات ومصالح ومشاريع إقليمية أو دولية، فإن الرسالة المحورية التي أطلقتها الجامعة العربية من جدة في الاسبوع الماضي، موجهة بشكلٍ خاص إلى الولايات المتحدة الأميركية، ، حيث تتحدث هذه المصادر عن أن الإدارة الأميركية، والتي كانت على الدوام معنية بالمتغيّرات التي حصلت وما زالت تحصل في المنطقة، هي اليوم أمام معادلة عربية وإقليمية جديدة وغير مسبوقة، وقد ظهرت هذه المعادلة من خلال بيان القمة الختامي، والذي تطرق بوضوح إلى أهمية تمتين الساحات العربية وإلى عدم التدخل في شؤون أي دولة من قبل اي جهة خارجية.
وفي المقابل، فإن المصادر تؤكد بأن هذا الواقع سوف يفرض طريقة تعاطٍ أميركية مختلفة عن السابق، حيث أنه لن يكون بالإمكان أن تستمر واشنطن بسياساتها الخارجية ذاتها، وتحديداً بالنسبة للملف السوري لجهة الإستمرار في العقوبات التي تؤثر سلباً على أي عملية إعمار. وبالتالي، ترى المصادر الديبلوماسية أن واشنطن ستجد نفسها مضطرةً للحذر في أي إجراء أو قرار ستتخذه في هذا الإطار، خصوصاً وأنها ستكون في مواجهة جبهة عربية وليس فقط في مواجهة دولة عربية بمفردها.
وبالتالي، فإن التعامل من قبل الإدارة الأميركية، لن يكون معزولاً عن المناخ العربي الجديد، وهو ما سيدفع بإدارة الرئيس جو بايدن، إلى مراجعة سياستها تجاه ملفات المنطقة، ولن يكون بالتالي الملف اللبناني بعيداً عن هذه المقاربة ولو أنه من المبكر إطلاق التكهنات في هذا المجال وتحديداً على مستوى الملف الرئاسي الذي يحتل صدارة الإهتمامات داخليا وخارجياً.