بعد 10 ساعات من الاجتماعات مع المسؤولين الصينيين في بكين، أعلنت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، في مؤتمر صحفي أن البلدين سيعملان على تحسين الحوار على الرغم من “الخلافات الكبيرة”.ولم يحدث اختراق كبير لتخفيف التوتر بين البلدين، لكن مجرد الحوار رفع الآمال بالتوصل إلى صيغة توافق لدرء خطر المواجهة، كما تقول صحيفة نيويورك تايمز.
وجاءت زيارة يلين إلى الصين وسط آمال بأن تتمكن الولايات المتحدة من استئناف العلاقة التي تدهورت لسنوات بسبب نقاط توتر مهمة – بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، وبالون تجسس صيني حلق فوق الأراضي الأميركية وأسقطه الجيش الأميركي، وتصاعد تبادل القيود على التجارة بين البلدين.وبعد 10 ساعات من الاجتماعات على مدى يومين في بكين، قالت يلين في مؤتمر صحفي، الأحد، إنها تعتقد أن الولايات المتحدة والصين يقفان على أساس أكثر ثباتا على الرغم من “خلافاتهما الكبيرة”.اتصالات مستمرةوأعلنت الوزيرة أن الجانبين سيواصلان مزيدا من الاتصالات المتكررة على أعلى المستويات، واصفة الحوار بأنه وسيلة لمنع انعدام الثقة من تدمير العلاقة التي وصفتها بأنها “واحدة من أكثر العلاقات أهمية في عصرنا”.وجاءت رحلة يلين بعد بضعة أسابيع من زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن لبكين إلى بكين ولقائه بكبار المسؤولين الصينيين.ووفقا لنيويورك تايمز، سيزور المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لتغير المناخ، جون كيري، الصين قريبا لاستئناف مفاوضات الانحباس الحراري العالمي.واعتبر محللون أن الرغبة في مزيد من الحوار تطور مهم، حيث “بدأ البلدان بالتحدث عن خلافاتهما بعد أشهر من الصمت”، كما تقول نيويورك تايمز.وقدمت الحكومتان تقييمات إيجابية للاجتماعات التي استمرت يومين، واتفقتا على إجراء مزيد من المحادثات، وفقا لوول ستريت جورنال.وقالت يلين الأحد، على شبكة “سي بي أس نيوز الأميركية”: “هدفي هو التأكد من أننا لا ننخرط في سلسلة من الإجراءات التصعيدية غير المقصودة التي ستكون ضارة بعلاقتنا الاقتصادية الشاملة مع بعضنا البعض”.وأعرب كبير محاوري يلين الصينيين، نائب رئيس الوزراء هي ليفينج، عن قلقه بشأن العقوبات الأميركية، لكنه قال إن الجانبين “اتفقا على الحفاظ على التبادلات والتفاعلات”، وفقا لبيان رسمي.ورحب هي ويوين، وهو مسؤول سابق في وزارة التجارة الصينية وهو الآن زميل بارز في مركز الصين والعولمة في بكين، بتعليق يلين بأن كلا من الصين والولايات المتحدة يمكن أن تزدهر.وقال لنيويورك تايمز “الصين والولايات المتحدة لديهما خلافات عميقة، لذا فإن التبادلات المستمرة والمباشرة ليست بناءة فحسب، بل ذات أهمية حاسمة”.لا انفراج محسوسومع ذلك، قد لا يكون من المرجح حدوث تخفيف ملموس للتوتر الاقتصادي، وفقا لنيويورك تايمز.وعادت يلين إلى واشنطن، الأحد، دون أي إعلانات عن انفراجات أو اتفاقات لإصلاح الانقسامات المستمرة بين البلدين.وأوضحت الوزيرة أن إدارة بايدن لديها مخاوف جدية بشأن العديد من الممارسات التجارية للصين، بما في ذلك معاملتها للشركات الأجنبية، والسياسات التي تعتبرها الولايات المتحدة جهودا للإكراه الاقتصادي.وقالت وزيرة الخزانة إنها ناقشت التعريفات الكمركية التي فرضتها إدارة ترامب على الواردات الصينية، والتي لا تزال مفروضة، وفي حين انتقدت يلين التعريفات باعتبارها غير فعالة، فقد أشارت إلى أن الإدارة لن تتخذ أي قرار بشأن الرسوم حتى يتم الانتهاء من مراجعة داخلية لها.وفي رحلتها، وهي الأولى التي يقوم بها وزير خزانة أميركي منذ أربع سنوات، التقت يلين بأربعة من أقوى القادة الصينيين المشاركين في صنع السياسات الاقتصادية في عهد الرئيس شي جين بينغ، وهم، رئيس الوزراء لي تشيانغ، ونائب رئيس الوزراء هي ليفينج، ووزير المالية ليو كون، ورئيس بنك الشعب الصيني، بان غونغ شنغ.وقبل ساعات من المؤتمر الصحفي الذي عقدته يلين في الصين، أصدرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) تقريرا عن زيارتها وصف المحادثات بأنها بناءة، لكنه أكد أيضا على ما تعتبره الصين مجالات رئيسية للخلاف.وأعرب التقرير عن اعتراضات الصين المستمرة على تأكيد إدارة بايدن على الحفاظ على الأمن القومي الأميركي من خلال القيود التجارية.وقالت شينخوا “تعتقد الصين أن تعميم الأمن القومي لا يفضي إلى تبادلات اقتصادية وتجارية طبيعية”. وأضافت: “أعرب الجانب الصيني عن قلقه بشأن العقوبات الأميركية والإجراءات التقييدية ضد الصين”.ويمثل الاقتصادان الصيني والأميركي 40 بالمئة من مجموع الناتج الاقتصادي العالمي، وهما شريكان في في نواح كثيرة، ويتبادلان المتاجرة في عدد كبير جدا من السلع الهامة.واعترفت يلين، وفقا للصحيفة، بالمخاوف الصينية بشأن القيود الأميركية التي تلوح في الأفق على الاستثمار في الصين، وقالت إنها حاولت أن توضح أن مثل هذه الإجراءات ستستهدف قطاعات معينة بشكل ضيق ولن يكون لها تأثير واسع على الاقتصاد الصيني.(الحرة)