وسبق ذلك، تحذيرات من جهات أمنية وعسكرية إسرائيلية على رأسها شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، من أن عدم رد إسرائيل على استفزازات حزب الله أفضى لتآكل قوة الردع، ويمكن أن يقود لاندلاع حرب جديدة.
مستويات جديدة
وقال تقرير لصحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية، إنه “وعلى مدى العام الماضي صعّد حزب الله بشكل مطرد من استفزازاته ضد إسرائيل على الحدود، لافتاً إلى أنه وخلال الشهرين الماضيين رفع الحزب من وتيرة تلك الاستفزازات لمستويات جديدة.
وأوضح التقرير أن “الحزب يفعل ذلك بشكل تجريبي وتدريجي ومنهجي من أجل دراسة ردود الفعل الإسرائيلية”، مشيراً إلى أن ذلك كان أكثر بروزاً مع إنشاء حزب الله خيماً عسكرية على الحدود بين البلدين.
وحسب التقرير، فقد “شملت الاستفزازات الأخيرة للحزب إطلاق صواريخ دبابات على السياج الإسرائيلي، وإتلاف كاميرات المراقبة الإسرائيلية، وإلقاء الحجارة بينما يحاول الجيش الإسرائيلي بناء سياجه على طول الحدود”.
مواجهة مستبعدة
بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، سعيد زيداني، أن “إسرائيل وحزب الله غير معنيين بمواجهة عسكرية واسعة في الوقت الحالي”، لافتاً إلى أن الحزب ضعيف جداً بسبب الخلافات الداخلية بالساحة اللبنانية.
وأوضح زيداني لموقع “ae.24 أن “الحزب يحاول فقط استفزاز إسرائيل، واستغلال أزمة ائتلاف بنيامين نتانياهو الحكومي والاحتجاجات ضده بشأن خطة إصلاح القضاء، في محاولة لإظهار الجيش الإسرائيلي ضعيفاً وغير قادر على الرد العسكري”.
واستدرك: “لكن بتقديري كلا الجانبين لا يرغبان بالحرب، ولا اندلاع أي مواجهة عسكرية في الوقت الحالي، كما أن وضع حزب الله في لبنان غير مهيأ لمواجهة واسعة مع إسرائيل وسيؤثر كثيراً على وضعه داخل لبنان”.
وبيّن زيداني، أن “استفزازات حزب الله على الحدود مرتبطة بأجنداتها الإقليمية، وخاصة الصراع الدائر بين حليفتها إيران وإسرائيل”، متابعاً: “ما يحدث جزء من المواجهة الإيرانية الإسرائيلية سواء في لبنان أو في سوريا”.واستكمل: “المناوشات واردة جداً، وستستمر من كلا الطرفين؛ لكن الجميع يرغب في عدم الانزلاق إلى مواجهة عسكرية أوسع في الوقت الحالي”.
استعدادات عسكرية
ومقابل ذلك، يرى المحلل السياسي، طلال عوكل، أن “الأحداث على الحدود الشمالية بين حزب الله وإسرائيل تتجاوز التصريحات الإعلامية والتهديدات، وقد تصل لمستوى الاستعداد العسكري للمواجهة المقبلة”.
وفي حديثٍ لموقع “ae.24″، رأى عوكل أن الأوضاع الراهنة، وإن لم تشهد مواجهة عسكرية وشيكة، إلا أنها مؤشر قوي على إمكانية الانفجار في وقت لاحق”، في إشارة إلى إمكانية اندلاع حرب بين لبنان وإسرائيل في أي لحظة.
وأضاف: “استفزازات حزب الله على الحدود تمثل رسالة بالاستعداد لمواجهة عسكرية مع إسرائيل، التي هي لا تسعى للحرب، بسبب أزماتها الداخلية؛ لكنها لن تصمت كثيراً على الاستفزازات، خاصة وأنه يظهرها ضعيفة عسكرياً”.
وأكد المحلل السياسي أن “الاحتمالات المتعلقة باندلاع مواجهة عسكرية قوية بين حزب الله وإسرائيل تزداد قوة يوماً بعد يوم، وقد تكون الحرب هي المخرج لكلا الجانبين في ظل الأزمات التي تعيشها البلدان”.
وبحسب عوكل، فإن “الصراع الإيراني الإسرائيلي يغذي إمكانية اندلاع المواجهة العسكرية على الحدود مع لبنان، خاصة وأن إيران تعتمد بشكل كبير على حزب الله للرد على العمليات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية”.
كذلك، أشار عوكل إلى أن “هناك دوراً إيرانياً واضحاً في استفزازات الحزب لإسرائيل، وأن ذلك يمثل محاولة إيرانية لإشعال الحرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية”. (24.ae)