في الوقت الذي لا يزال فيه الحزب التقدمي الاشتراكي يصطف بشكل كامل في المعركة الرئاسية الى جانب قوى المعارضة، منذ ترشيح رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض وصولا الى دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، الا أن رهان “قوى الثامن من اذار” على انضمام إلاشتراكي لحلفهم الرئاسي لا يزال قائماً وبقوة، ما يطرح الكثير من الأسئلة.
بسبب التحالف التقليدي بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، إعتقد كثيرون ان إنضمام جنبلاط الى فريق دعم فرنجية ممكن منذ اللحظة الاولى، خصوصا وان علاقة فرنجية بجنبلاط جيدة، والأخير لا يعتبره خارج “حلف الطائف” الذي ينتمي اليه رئيس الاشتراكي.لكن الحضور القوي المستجد للنائب تيمور جنبلاط واصراره على مواقف يتمايز فيها عن والده في السياسة والرئاسة، وقرار تسليمه رئاسة الحزب ومراعاته الكاملة في التوجه الرئاسي، أبعد الإشتراكي عن “قوى الثامن من اذار” ووضعها بشكل كامل في التحالف مع قوى المعارضة والتغيير التي يميل اليها تيمور، وهذا ظهر في انضمام كتلة اللقاء الديمقراطي لدعم أزعور.كثيرة هي التطورات التي قد تؤثر مجددا على قرار الحزب الإشتراكي، لعل أهمها الإصطفاف السعودي، ففي الوقت الذي تقف فيه المملكة العربية السعودية على الحياد النسبي في المعركة الرئاسية، يذهب الإشتراكي الى مراعاة الموقف الأميركي والإبتعاد قدر الإمكان عن الحلف مع “حزب الله” لكن هذا الأمر قد يتبدل في حال تبدل الموقف السعودي.جنبلاط الذي لا يزال مؤثرا في قرار الحزب بالرغم من تسلم نجله رئاسته، لن يكون بعيدا عن الموقف السعودي في حال قررت الرياض تغطية وصول فرنجية الى قصر بعبدا، فحتى في لحظة الحياد السعودي لا يزال الإشتراكي يحافظ على موقف مقبول من جميع الاطراف بالتوازي مع تصويته لخصوم فرنجية الرئاسيين، وهذا ما يظهر من خلال تصريحات جميع القوى السياسية.كذلك يمكن للحزب الإشتراكي ايضا الانضمام الى اي تسوية اقليمية حول لبنان، اذ لن يجد أي إحراج او صعوبة في إيجاد موقع وازن له في المعادلات الجديدة التي قد ترسم، وعندها سيصبح إسم الرئيس أو المرشح الرئاسي تفصيلا في المعادلة الإشتراكية وغير مؤثر في تعديل الوجهة أو حتى تثبيتها.الأكيد أن حضور الإشتراكي الى جانب قوى المعارضة يعطيها دفعا قوياً ويساهم في جعل الكتلة الدرزية النيابية في خندق نيابي واحد، لكن انتقاله الى الحلف الآخر سيعطيه الأكثرية النيابية الضرورية لإيصال مرشحه الى قصر بعبدا، كل ذلك يعني أن الإشتراكي اليوم، عاد كما في السابق، ليلعب دور “بيضة القبان” في المعادلات الداخلية.