هل تقترب كل القوى السياسية من الخيار الرئاسي الثالت، أم أنّ كلّ ما يجري الحديث عنه في الوسط الإعلامي هو مجرّد تحليلات بلا أسس ثابتة مبنية على معلومات ومعطيات وتحولات سواء في الداخل اللبناني أو في مستوى التواصل الاقليمي من قِبل الدول المهتمّة بالشأن السياسي والرئاسي اللبناني؟
كلها أسئلة بدأت تفرض نفسها خصوصاً أن عدم دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي لجلسة انتخاب جديدة ترافق مع عدم ظهور أي حملة إعلامية أو إعلانية من قوى المعارضة تضغط باتجاه انعقاد جلسة كما حصل سابقاً في لحظة تقاطع قوى المعارضة مع “التيار الوطني الحرّ” على اسم الوزير السابق جهاد أزعور كمرشّح مشترك لرئاسة الجمهورية. ولعلّ عدم ضغط هذه القوى على برّي مردّه الى أن ثمة حالة من الاستسلام تسيطر على كل القوى السياسية من طرفي النقيض لفكرة عدم إمكان الدخول في معركة كسر عضم أو حتى التوصّل الى توافق يؤدّي إلى إيصال رئيس جديد للجمهورية بشكل سريع أو خلال الأشهر القليلة المقبلة. وترى مصادر سياسية مطّلعة أن هذا اليأس من الملفّ الرئاسي يعود الى تجربة سابقة وإلى التوازن السلبي داخل المجلس النيابي، لذلك بدأ الحديث عن حراك إقليمي ودولي متوازن يهدف الى وضع اسم المرشّح الثالث على طاولة التفاوض وبشكل جدّي والضغط على القوى السياسية للتفاهم حوله.لكنّ هذا الأمر دونه عوائق، العائق الأول أن المرشّح الثالث المطروح بديهياً ومنطقياً هو قائد الجيش جوزاف عون، ما يعني أن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل قد لا يسير بهذه التسوية لأنه يرفض وصول عون الى رئاسة الجمهورية وبالتالي ستكون له انتقالات سياسية لإعادة التموضع من أجل عرقلة وصوله الى سدّة الرئاسة. أمّا العائق الثاني فهو يتجسّد في “حزب الله” المتمسّك بترشيح فرنجية وعدم امكان التخلّي عنه وذلك ربطاً بتصريحاته العلنية.الأهم من ذلك كلّه هو أنّ الجانب الفرنسي لا يزال يراهن على أنّ تسويق اسم فرنجية لا مفرّ منه، وانهم حتى اللحظة، لم يسيروا بالمسار القطري – الاميركي الراغب بالوصول إلى تسوية وحلّ وسط في المعركة الرئاسية. لذلك، فإن طرح فكرة المرشح الثالث لا تبدو واقعية في الوقت الراهن أو بمعنى أدقّ ليست مُسهّلة بل دونها عقبات كثيرة قد يكون الوقت كفيلا بحلّها.