كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: بين لقاء الدوحة الخماسي وزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لبيروت، تكمن عقدة لا تتعلق بالملف الرئاسي حصراً. المواجهة بين السعودية وحزب الله تحوّلت إلى صامتة لتستمر على إيقاعات مختلفة، وسقفها المتجدد بيان الخماسية والخارجية السعودية.
مع مرور أشهر الانتظار لموقف واضح من الرياض، تغيّرت معطيات داخلية وخارجية وبني الكثير على التحول السعودي تجاه سوريا وعودتها إلى الجامعة العربية. إلا أن السقف السعودي تجاه لبنان بقي على حاله، في انضباط واضح لعدم الانتقال إلى مرحلة ثانية إلا في خطوات مدروسة وفي إطار موسّع وليس إفرادياً. وهذا ما حصل تباعاً في الأسابيع الماضية. نجحت السعودية حتى الآن في جرّ فرنسا إلى ملعبها وتعطيل مبادرتها التي لم تكن يوماً معها على خطَّي الرئاسة والحكومة، بدليل ما كانت تصرّ عليه من سلة متكاملة رئيساً وحكومة ووزراء ينطبق عليهم المعيار نفسه. وتمكّنت من إعادة تسليط الضوء على دور قطر في تحريك الملف الرئاسي، ووضعت بالتنسيق مع واشنطن إطاراً واضحاً لما هو مطلوب من لبنان، في بيان لا يحمل أي التباسات. كل ذلك من دون الدخول في صراع مكشوف مع حزب الله كما كانت الحال سابقاً. إلا أن الطرفين يظهران كمن يجسّان النبض، أو ينتظران تحوّلاً إقليمياً حاسماً يعيد الأمور بينهما إلى مرحلة صدام مفتوح على احتمالات كثيرة. لم يكن موقف حزب الله من بيان الخماسية إلا رداً مدروساً يحتاج إلى وقت لبلورته، بعد اتضاح الحركة القطرية وتسليم فرنسا أوراقها اللبنانية، من أجل بناء مرحلة جديدة قد تحمل في طيّاتها عناصر مواجهة معلنة.