كشفت صحيفة إسرائيلية تفاصيل رسائل تحذيرية أرسلتها شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يقوم عبر حكومته اليمينية بثورة تغييرات قضائية، تسببت بأزمات داخلية كبيرة طالت منظومة الجيش.
وأوضحت “يديعوت أحرنوت” في تقرير لمعلقها العسكري، يوسي يهوشع، أن “شعبة الاستخبارات العسكرية، حذرت رئيس الوزراء نتنياهو عدة مرات بشكل مباشر وشخصي، من العواقب الأمنية الخطيرة الجديدة التي ظهرت في الأشهر الأخيرة”، وذلك على خلفية الأزمة الداخلية المتصاعدة بسبب الخطة القضائية التي تقودها حكومته.وأفادت أنه “تم إرسال ما لا يقل عن 4 خطابات استثنائية بكل المقاييس إلى نتنياهو؛ آخرها في نهاية الأسبوع الماضي، قبل أيام قليلة من مصادقة الكنيست على إلغاء “حجة المعقولية”.وبحسب الصحيفة، فقد تضمنت إحدى الرسائل التالي: “الأعداء يشخصون فرصة تاريخية لتغيير الوضع الاستراتيجي في المنطقة، بعد الأزمة الهائلة في إسرائيل، التي لم يشهد لها مثيل في الماضي”.ووفقاً لتحليل قام به الجيش الإسرائيلي، فإن “الأعداء؛ إيران وحزب الله، يقسمون الردع الإسرائيلي إلى أربعة أقسام، وقد تم إضعافهم جميعاً؛ قوة الجيش، والتحالف مع واشنطن، والاقتصاد القوي، وتماسك داخلي عال”.ونوهت “يديعوت أحرونوت” إلى أنه “ينظر إلى الأزمة السياسية مع الأميركيين على أنها خطيرة للغاية، وستكون لها آثار طويلة المدى”، وأضافت: “أما في ما يتعلق بالجيش؛ تدرك شعبة المخابرات، أن الإيرانيين وحزب الله يراقبون عن كثب أزمة نظام الاحتياط والأضرار التي لحقت بالنظم الحيوية للجيش”.كذلك، فقد لفتت الصحيفة إلى أنّ أعداء إسرائيل يرون أنّ صيف العام 2023 هو نقطة ضعف تاريخية”، مؤكدة أن “مجتمع الاستخبارات تحدث عن ضرر تكتيك، وهو منزعج من حقيقة تآكل كبير في أسلوب الردع الأساسي”.مع كل ذلك، تشير تقديرات “أمان” إلى أنّ إيران وحزب الله يفضلان أن تستمر إسرائيل في النزف من الداخل، في حين أنّ هناك اعتقاد يقول بأن احتمالية التصعيد مع لبنان قد ازدادت بشدة، وسيبحث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الاحتكاك كما فعل في الأشهر الأخيرة ولو كلف ذلك أياماً قتالية مع إسرائيل”.وبينت الصحيفة أن “نصرالله يرى أن باستطاعته شد الحبل إلى ما دون عتبة التصعيد من دون الوصول إلى حرب شاملة، كما أنه يعتبر أن إسرائيل لن تجرؤ على الدخول في مواجهة بهذا الحجم الآن”.وإضافة إلى ما تقدم، فقد كشفت “يديعوت” أن بعض الضباط الذين أعلنوا رفض الخدمة العسكرية احتجاجا على الحكومة، “لا يوجد بديل عنهم، وكل واحد منهم يشكل مركز معلومات وتجربة وعقلاً سليماً، والجيش سيتضرر إذا ما فقدهم، وفي هذه اللحظة، التصدي للأزمة في وحدة الصف، يجد تعبيره أساساً في محادثات قيادية داخلية”.وأفادت أن “رئيس الأركان هرتسي هاليفي تنقل في الأسابيع الأخيرة في قواعد سلاح الجو، وشعبة الاستخبارات، ودائرة البحوث والألوية النظامية، كي يسمع من مصدر أول الأحاسيس في الميدان، وتأكيد أهمية الخدمة العسكرية بالذات في هذه الأوقات، وذلك في ضوء التحذيرات التي سمعها رئيس الوزراء”.وتساءلت الصحيفة في ختام تقريرها: “هل بقي رئيس الأركان يقاتل وحده لأزمة لم تشهد إسرائيل مثيلا لها؟”. (عربي21)