وفي هذا التقرير سنرصد أبرز الأحداث التي شهدها المخيم في تاريخه الحديث.بداية، يمكن اعتبار الاحداث الدموية التي شهدها المخيم في العام 2003، نقطة تحول في تاريخ “عين الحلوة”، فبعده تعززت فكرة لجان المتابعة والتنظيمات المشتركة. حينها تم اتخاذ قرار بتصفية عبدالله الشريدي زعيم عصبة “النور” الاصولية، وهي الفصيل المنشق عن جماعة عصبة الأنصار، وعندما توجه مقاتلو”“فت”” نحو معقل العصبة لاستهداف زعيمها، اندلعت معارك طاحنة ادت الى مقتل العشرات واصابة المئات. وبعد هذه المعركة نشأت لجنة للمتابعة في المخيم تضم ممثلين عن جميع الفصائل الفسلطينية، وكان لحركة “حماس” حينذاك دور مركزي في انشائها، وتطور عمل اللجنة في ما بعد للتنسيق مع القوى الامنية اللبنانية. ولكن الانقسامات الداخلية بين الفصائل، حالت دون أن يكون هناك اتفاق بين هذه القوى. ويمكن القول ان جميع اللجان التي بقيت او انشئت من جديد كان يقابلها نفس المصير لجهة عدم الاتفاق.انتهت المعركة حينها بقرار تهدئة تم اتخاذه، ليعلن وفاة الشريدي بعد شهرين من الاشتباكات جراء الاصابات الخطرة أثناء المعركة.
جند الشاملم تتوقف الاشتبكات عند حدود الفصائل الفلسطينية، فكان للجيش حصة من هذه الفوضى الحاصلة داخل المخيم، فاشتبك الجيش في العام 2007 مع مسلحين من تنظيم جند الشام بالقرب من مخيم عين الحلوة، وتحديدا في منطقة التعمير. حينها استشهد عنصران من الجيش، وذلك تزامنا مع اشتداد المواجهات في مخيم نهر البارد.وفي العام 2008، قُتل 3 اشخاص باشتباكات في المخيم عقب وفاة القيادي في مجموعة جند الشام الإسلامية شحادة جوهر متأثرا بجروحه إثر إصابته في مواجهات بالرصاص في المخيم، لتندلع بعدها مواجهات دامية في المخيم بين المجموعة والقوة الامنية المشتركة المكلفة ضبط الامن.وهدأت الاشتباكات الكبيرة الى حين العام 2011، حيث اندلعت مواجهات واشتباكات بالاسلحة الصاروخية بين مسلحين من حركة “فتح” وتنظيم جند الشام، وذلك بعد الاعلان عن احباط محاولة اغتيال قائد الكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان محمود عبد الحميد عيسى بوضع قنبلة على الطريق التي يسلكها داخل المخيم.
موجة اغتيالات وفي العام 2014، قُتل العقيد جميل زيدان من حركة فتح بعدما أطلق عليه مجهول عشرين طلقة نارية فأرداه قتيلا على الفور أمام منزله في المخيم. وشهد بعدها المخيم توترات كبيرة بعد اتهامات متبادلة بعملية الاغتيال بين الفصائل.ويمكن القول انّ العام 2015 شهد احداث دموية في المخيم ومجموعة من الاغتيالات. فتم اغتيال عضو سرايا المقاومة مجاهد بلعوس في مخيم عين الحلوة، وقبل ذلك بشهر تم اغتيال مروان عيسى، ايضا من سرايا المقاومة. وايضا قتل العقيد طلال الأردني من الأمن الوطني الفلسطيني بعد إطلاق النار عليه من قبل مسلحين في أحد شوارع المخيم.سلسلة احداث اشعلت جبهة عين الحلوة في العام نفسه، عندما اندلعت معارك دامية بين حركة فتح ومسلحي جند الشام، مما أدى إلى مقتل عدة أشخاص وجرح تسعمئة آخرين ونزوح أكثر من ألف من سكانه. وفي العام 2016، قُتل الناشط الإسلامي سامر نجمة من عصبة الأنصار، وتبعته اشتباكات لأيام عدة أودت بحياة مدني وإصابة آخرين في صدامات بين مسلحين من “العصبة” وعناصر من حركة فتح.
اشتباكات 2017أمّا العام 2017 فشهد أبرز عملية امنية في مخيم عين الحلوة، حينما اشتبك عناصر القوة الامنية الفلسطينية المشتركة ومسلحين اسلاميين بقيادة بلال بدر في نيسان 2017. واندلعت الاشتباكات على خلفية اعتراض مجموعة بلال بدر على انتشار قوة أمنية تابعة للفصائل الفلسطينية، واتهمت الأخيرة مجموعة بدر بالمبادرة إلى إطلاق النار على القوة المشتركة المخولة بالإشراف على أمن المخيم وملاحقة المطلوبين.استُخدمت خلال هذه الاشتباكات أسلحة رشاشة متوسطة وقذائف صاروخية وسُرعان ما انتهت بعد تدخّل فصائل فلسطينية أخرى. ولكن الجبهة لم تهدأ فعادت الاشتباكات وتكررت بعد اشهر قليلة اثر اقتحام مجموعة موالية لبلال بدر مركزا للقوة الأمنية المشتركة، فردَّت حركة فتح بمهاجمة مواقعه ما تسبب في اندلاعِ نزاعات أسفرت هذه المرّة عن مقتلِ 4 مسلّحين وجرح آخرين.وبذلك، تمكّنت حركة “فتح” في المعركة الثانية من كسْرِ المربّع الأمني لبلال بدر في حيّ الطيري والذي كانت تنتقل منه العناصر الإرهابية وتنفّذ اغْتيالات في المخيم.وفي العام 2018 اندلعت اشتباكات في المخيم بين عناصر من حركة “فتح” وناشطين اسلاميين في الشارع التحتاني لمخيم عين الحلوة ، ما أدى الى مقتل عبد الرحيم المقدح، نجل المسؤول الاعلامي في ” الحركة الاسلامية المجاهدة ” بسام المقدح. واستمرت المعارك لايام.اشتباكات 2023واليوم، يعيش المخيم أعنف الاشتباكات التي يشهدها مخيم “الشتات الفلسطيني” في كل مراحله السياسية. وإن هدأت الجبهة اليوم او لعله تهدأ الامور في الغد، الا انّ الموعد سيتجدد حتما وفي كل حين لاشتعال جبهة جديدة على ارض لبنان.