تتواصل المتابعة الإسرائيلية لمجمل التطورات الحاصلة عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية مع حزب الله.
وفي سياق ما يجري، اعتبرت التقارير الإسرائيليّة أنّ زيارة وفد مجلس الشورى الإيراني إلى لبنان قبل أيام ووصوله إلى الحدود الفلسطينية ولقائه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، هو أمرٌ “غير عادي” على الإطلاق، ويُعدّ بمثابة تطورٍ كبيرٍ عند الحدود.
وللتذكير، فإن تلك الزيارة للوفد الإيراني جاءت عقب أيام لزيارة قام بها وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت الذي حذر “حزب الله” من إرتكاب أي خطأ، مُهدداً لبنان بإعادته إلى العصر الحجري في حال اندلاع مواجهة مع إسرائيل.
الجنرال أمل أسعد من حركة “ضباط من أجل أمن إسرائيل” ذكر في مقابلة نشرتها صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إنّ “تهديد غالانت بإعادة لبنان للعصر الحجري لا يعني تنفيذه”، وأضاف: “لقد سمعنا مثل هذه التصريحات في الماضي. لقد هددنا حماس وحزب الله، نحن نهدّد باستمرار، ولا أدري من يستفزّ من: هل يسخرون من إسرائيل أم نحن نسخر منهم. لا أدري إن كنا مهتمين بأي نوع من التصعيد. في لبنان يرون ما يحدث في إسرائيل، العالم العربي كله، كل من لا يحبنا يرى ما يحدث داخلنا”.بدوره، أشار مراسل “معاريف” العسكري تال ليف إلى أنّ “التوترات على الحدود الشمالية سببها أن حزب الله يسمح لنفسه بحيازة المزيد من القدرات العسكرية”، وأردف: “في الوقت ذاته، فإننا نعرف مدى السرعة التي قد تنحدر بها الأمور إلى ورطة عسكرية واسعة، لأنه ليس هناك شك في أن الحزب يسمح لنفسه بالتواجد على الحدود أكثر بكثير مما كان عليه قبل عام”.
وأكمل: “التوترات الجارية بين الجانبين تذكّرنا إلى حد ما بما حصل قبل عام 2006، ورغم عدم وجود أسلحة مسحوبة في الخارج، يعتقد الجيش أن هناك مسدسًا تحت القميص أو سلاحًا في الحقيبة. عندما ننظر إلى التوترات، نتذكر أن إيران تدفع الحزب حقًا، وتحاول حمله على اتخاذ إجراءات”.وأضاف: “ليس هناك شك أن الحزب يدرك أن خلافاتنا الداخلية قد تعتبر فرصة لتصعيد المعادلات، وقد نصل إلى وضع يمكن لحدث معين أن يأخذنا إلى حالة تدهور، خصوصاً أن الحزب على علم بنقاط القوة في الجيش الإسرائيلي، وسلاح الجو، ويتفهم الثمن الذي يمكنه دفعه رغم أنه سلّح نفسه كثيرًا، وفي الوقت ذاته علينا أن نتذكر الوضع في لبنان، ومفاده أنه إذا ذهب للحرب، فسيتفكك تمامًا”.من جهته، رأى الجنرال أوري أغمون أن “الشعور السائد اليوم مع لبنان يشبه ما كان عليه الوضع قبل حرب يوم الغفران 1973، بسبب المفاجآت التي قد يجهزها الحزب لإسرائيل”، وقال: “التقدير السائد أن هناك شيئاً ما لأن الوضع متفجر وحساس، ويسبب انعدام الأمن بين الإسرائيليين في الشمال”.وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة “معاريف” أن “الحزب يجهز لإسرائيل سلسلة من المفاجآت، وليس هناك من خيار عليها سوى مواجهتها، وهناك أشياء يجب القيام بها، لأن هذا التهديد يحتاج للتحضير له من خلال إزالة المنشآت الأساسية من خط التماس، والاستعداد لاحتمال تسلل القوات من لبنان لاحتلال مناطق داخل الجليل، وهذا شيء يتم الحديث عنه في إعلام الحزب”.
كذلك، حذر الجنرال فياليتشيا بيليد، رئيس منظمة “شجاعة”، من أن “توفير الأمن للمستوطنين ليس مجرد ردع للحزب، لأنهم في الشمال يحذرون من عدم كفاية الحماية القائمة، والجبهة الداخلية ليست جاهزة للحرب”.
وأكمل: “المستوطنات الشمالية تضم أكثر من 2 مليون نسمة والجميع مكشوفون للخطر وسط عدم وجود حماية كافية لهم قرب أماكن إقامتهم”.
وتؤكد هذه التحذيرات الإسرائيلية أن التوترات في الشمال قد توصل لنتيجة مفادها الخوف من محاولة حزب الله تنفيذ هجوم خطير. وفي الوقت ذاته، فإن المؤسسة الأمنية في تل أبيب تدرك أن الحزب عازم على مواصلة الاستفزازات على الجدار الحدودي، لذلك فإن القيادة العسكرية تستعد منذ فترة طويلة لمواجهة معه، فقد تتخذ المضايقات على الجدار شكلاً أكثر عنفًا، ما قد يتسبب بوقوع حادث خطير، وبالتالي الإنزلاق نحو التصعيد. (عربي21)