شغلت قضية اوكرانيا الرأي العام الامريكي وداخل مراكز الابحاث وعلى صفحات الصحف وشاشات وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وجاءت المناظرة التي عقدت في ميلواكي في ولاية ويسكونسن للحزب الجمهوري في غياب ترامب الذي قاطع المناظرة لانه يرى انه وفقا لاستطلاعات الراي يتفوق على مرشحي الحزب الجمهوري تلقي الحرب الروسية الاوكرانية بظلالها على المناظرة وتكشف انقسام اعضاء الحزب الجمهوري على دعم اوكرانيا وصفق الجمهور الحاضر للرأي الذي يطالب بعدم دعم اوكرانيا لانها ليست اولوية للولايات المتحدة لكن هناك متشددون داخل الحزب الجمهوري يطالبون بدعم اوكرانيا حتى لا تصبح لقمة سائغة لروسيا وينطبق هذا على تايوان .
الدعم الأمريكي لأوكرانيا حديث الاوساط السياسية والاكاديمية والإعلامية في الولايات المتحدة خاصة أن هذا الدعم أصبح يفوق الحد ويتجاوز كل الحدود ووصل بحسب آخر أرقام نشرتها واشنطن بوست وصل الدعم الامريكي لأوكرانيا إلى ٦٦.٢مليار دولار وبلغت المساعدات العسكرية المباشرة إلى ٤٣ مليار دولار وخصصت الولايات المتحدة ٢٠.٥ مليار دولار مساعدات اقتصادية ووصلت المساعدات الإنسانية إلى ٢.٦ مليار دولار وهذه أرقام كبيرة تجاوزت الدعم الأمريكي لاي دولة اخرى خاصة ان الشارع الامريكي غير راضي تماما عن اداء الرئيس الامريكي بايدن الذي تراجعت شعبيته لأنه لم ينفذ وعوده الانتخابية وفي الوقت نفسه يخصص مبالغ كبيرة لدعم اوكرانيا بمليارات الدولارات ويقدم اسلحة مختلفة لاوكرانيا وادى ذلك إلى هجوم الرئيس السابق ترامب على بايدن قائلا إن الولايات المتحدة ليس لديها ذخيرة لكي نتبرع بالكثير منها واتهم الدول الاوروبية بعدم التبرع بالقدر الكافي وطالبهم بدفع مبلغ ١٠٠ مليار دولار لدعم اوكرانيا .
مناظرة الحزب الجمهوري في ميلواكي بولاية ويسكونسن كشفت عن اختلاف ونقاش مهم حول الحرب الاوكرانية واعلن المرشح فيفك راما سوامي رجل الاعمال رفضه بقوة دعم الولايات المتحدة لاوكرانيا واكد ان اوكرانيا ليست اولوية للولايات المتحدة وادى ذلك إلى هجوم عليه من المرشحة نيكي هايلي التي اعتبرت هذا الرأي يعني تسليم اوكرانيا لروسيا وان تأكل الصين تايوان وايد هذا الرأي مايك بنس نائب الرئيس ترامب السابق وايضا كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي السابق ودافعا بقوة عن الدعم الامريكي لاوكرانيا وضرورة مواصلة الدعم لكن كلام فيفك راما سوامي وجد قبولا عند الجمهور الحاضر المناظرة وصفق لهذا الرأي وجاء منافس ترامب رون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا والذي يتقدم عليه ترامب ب٤٣ نقطة ليؤكد على ضرورة تكثيف الدعم الاوروبي لاوكرانيا وإنه سوف يوقف الدعم إذا لم تكثف اوروبا مساعداتها لاوكرانيا .
النقاش الدائر داخل الحزب الجمهوري هو نفس النقاش الدائر في الحزب الديمقراطي وداخل الكونجرس وفي وسائل الإعلام الامريكية ومراكز الابحاث لكن الاغلبيه ترفض الدعم الامريكي المبالغ فيه لاوكرانيا وأنهم يرون ضرورة توجيه هذه الأموال في الإنفاق الصحيح في ظل التضخم والأزمة الاقتصادية العالمية بدلاً من دعم أوكرانيا بمليارات الدولارات .
ترامب الذي يواجه أربعة اتهامات له في ولايات مختلفة مابين شراء صمت ممثلة إباحية ووثائق مسربة والتلاعب بنتائج الانتخابات في محاولة للضغط على مسؤولين الاقتراع لتغيير النتيجة في الانتخابات السابقة يظل متمسكا بضرورة زيادة اوروبا دعمها لاوكرانيا وفي تصريح سابق له تحدث حول قدرته ايقاف الحرب الروسية الاوكرانية خلال ٢٤ ساعة من خلال الحديث مع بوتين وزيلينسكي وان كل منهم له نقاط قوة ونقاط ضعف .
الولايات المتحدة منذ اليوم الاول للحرب وهي تقدم الدعم العسكري لاوكرانيا ولم تحاول التفكير في وضع حلول دبلوماسية تنهي الحرب أو تخفض من وتيرتها بل تفكر في تزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة وتحث الدول الاوروبية على تقديم أحدث الأسلحة من دبابات وطائرات اف١٦ ومضاد للطائرات وطائرات مسيرة وغيرها من الأسلحة لأوكرانيا وعرضت الولايات المتحدة تدريب الأوكرانين على طائرات اف ١٦ وهذا ادى إلى تصعيد مماثل من روسيا للحرب بينما غابت الدبلوماسية الامريكية في هذه الحرب وتحاول الولايات المتحدة استنزاف الاقتصاد الروسي في هذه الحرب .
الولايات المتحدة عرضت على إيران اتفاق تشترط فيه عدم تقديم إيران لروسيا طائرات مسيرة في الحرب الاوكرانية لكنها في المقابل تدعم اوكرانيا بكافة الاسلحة وتحاول روسيا الدفاع عن نفسها امام الاسلحة الامريكية والاوروبية التي حصلت عليها اوكرانيا من الولايات المتحدة والدول الغربية ورغم ان هذه الحرب لارابح ولاخاسر وهناك تهديد روسي باستخدام السلاح النووي إذا شعرت بالخطر على سيادتها وفي هذه الحالة يمكن ان تستخدم السلاح النووي ولذلك الدعم الامريكي المبالغ فيه لاوكرانيا يؤدي إلى إطالة امد الصراع واستنزاف المزيد من اموال الامريكيين والشعوب الغربية في هذه الحرب .
راما سوامي رأي يمثل أغلبية الأمريكيين الذين يرفضون الدعم الأمريكي لأوكرانيا وهو نفس رأي ترامب ورون ديسانتيس لكن ترامب وديسانتيس رغم منافستهما الشديدة الا انهما يؤيدان ضرورة تكثيف الدعم الاوروبي لاوكرانيا ولايجب ان تتحمل الولايات المتحدة تكاليف الحرب في أوكرانيا وترامب عندما كان رئيساً رفع شعار امريكا اولاً ويرفض التحالفات الامريكية والتي تدفع فيها الولايات المتحدة مبالغ كبيرة وطالب أعضاء الناتو بدفع المزيد من الاموال .
الحرب في اوكرانيا سوف تكون حديث الشارع والأحزاب وكل وسائل الإعلام ومراكز الابحاث في الولايات المتحدة وربما تكون نقطة أساسية للناخب الامريكي لإختيار مرشحه وربما سوف يكون المرشح الذي يعارض الدعم الامريكي لاوكرانيا هو الاوفر حظا للفوز في انتخابات الرئاسة ٢٠٢٤ .