أفادت التقارير الواردة من إيران بأن أجهزة الأمن اعتقلت العشرات من المواطنين في ذكرى مقتل مهسا أميني. وقد تم تحديد هوية 17 منهم على الأقل. ومن بين المعتقلين أفراد من العائلات المطالبة بالعدالة، مثل: والدة يلدا آقا فضلي، ووالد حديث نجفي. والممثلة السينمائية هانية توسلي.
وفي الأثناء، اعتقلت قوات الأمن أمس السبت، فهيمة مرادي، والدة يلدا آقا فضلي، التي توفيت في انتفاضة عام 2022، وتم نقلها، بحسب التقارير، إلى العنبر 209 في سجن إيفين.
وقد ألقي القبض على يلدا آقا فضلي البالغة من العمر 19 عامًا يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي بعنف شديد على أيدي قوات الأمن في طهران، وتوفيت بشكل مثير للريبة بعد 5 أيام من إطلاق سراحها في 11 نوفمبر (تشرين الثاني).
وعن طريقة اعتقالها، قالت يلدا إن أربعين رجل أمن هاجموها، وكان أحدهم على وشك دهسها بدراجة نارية. ثم قاموا بسحلها على الأرض وتقييد يديها بالأصفاد.
كما أخبرت المتظاهرة الشابة أصدقاءها في رسالة صوتية بعد إطلاق سراحها أنها على الرغم من الضغوط التي مارسها المحققون عليها والضرب المبرح، فإنها لم تعرب عن ندمها أبدًا.
هذا وقد تم تدمير شاهد قبر يلدا آقا فضلي 5 مرات في العام الماضي.
كما أفادت أفسون، شقيقة حديث نجفي، إحدى ضحايا الانتفاضة الشعبية، بأن والدها اعتقل يوم أمس السبت.
وفي وقت سابق، تم اعتقال 4 أفراد من هذه العائلة، قبل الذكرى السنوية لمقتل مهسا أميني، وإطلاق سراحهم بعد يوم، وقالت إن جميع الأجهزة الإلكترونية ووثائق الهوية الخاصة بهم تم الاستيلاء عليها من قبل عناصر الأمن حتى “بعد الذكرى السنوية لمقتل أختها”.
وأعلنت أفسون نجفي، أمس السبت، أن والدها اعتقل مرة أخرى من قبل وزارة المخابرات بغرض “مقابلة قسرية”.
وقد قُتلت حديث نجفي على يد قوات الأمن في كرج يوم 21 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. وفي مراسم أربعينيتها التي أقيمت بحضور آلاف المواطنين سقط عدد من القتلى والجرحى.
وفي ذكرى مقتل مهسا أميني، ألقي القبض أيضا على الممثلة هانية توسلي. وكتبت شقيقتها، طناز توسلي، في صفحتها على “إنستغرام” أن عناصر الأمن اعتقلوا هانية توسلي في الساعة 11:45 مساء السبت من منزلها الخاص واقتادوها إلى مكان مجهول.
وكانت هانية توسلي قد كتبت عبر صفحتها على “إنستغرام” عن ذكرى مقتل مهسا على يد النظام: “الصمت.. الصورة تتحدث الكثير، هذه ابتسامتها الأخيرة. صورتها الأخيرة. البراءة والشباب والجمال والدماء النقية”.
يذكر أن صفحة “إنستغرام” الخاصة بالممثلة هانية توسلي غير متاحة الآن.
تجدر الإشارة إلى أنه خلال الانتفاضة الشعبية، تم أيضًا اعتقال وسجن واستدعاء عدد من الممثلات الأخريات، بما في ذلك ترانه علي دوستي، وهنغامه قاضياني، وكتايون رياحي، وسهيلا كلستاني، وغيرها، لمرافقتهن الاحتجاجات الشعبية وعدم ارتداء الحجاب الإجباري.
بالإضافة إلى ذلك، تم اعتقال عدد آخر من المواطنين في أنحاء إيران يوم أمس السبت. ولم تنشر وسائل الإعلام والجهات الرسمية، منذ يوم أمس، إلا أخباراً عن عدد المعتقلين دون الإشارة إلى هوية الأفراد.
وعلى سبيل المثال، في مدينة أصفهان، أعلن جهاز المخابرات التابع لقيادة الشرطة، في بيان له، عن اعتقال 10 مواطنين.
وبحسب تقرير وكالة “تسنيم” التابعة للحرس الثوري الإيراني، فقد تم اعتقال 6 مواطنين أيضًا في مدينة بوين زهرا بمحافظة قزوين بتهمة “النية في خلق نشاط مناهض للأمن”.
كما أعلن مكتب محافظ كهكيلويه وبوير أحمد اعتقال 15 مواطناً من أبناء هذه المحافظة مدعياً قيامهم “برشق الحجارة والقنابل اليدوية” بمدينة دهدشت في ذكرى مقتل مهسا.
وفي أذربيجان الغربية، اعتقلت القوات العسكرية 14 مواطناً بتهمة “تضليل الرأي العام في الفضاء الإلكتروني”.
وذكرت وكالة “تسنيم” للأنباء أيضًا أن وكالة استخبارات الحرس الثوري الإيراني اعتقلت مواطنًا مزدوج الجنسية في كرج.
ولم يتم بعد تحديد هوية هذا الشخص أو جنسيته المزدوجة.